أعربت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة عن سعادتها بهذا اليوم لأنه يمثل علامة فارقة فى الوصول إلى شراكة حقيقية من أجل حماية البيئة بين كافة الأطراف أصحاب المصالح المشتركة بالقطاعات المختلفة من الحكومية والخاصة والمجتمع المدنى من خبراء وإعلاميين علاوة على كونه دليل عمليا على الجهد الكبير الذى تم خلال ال 15سنة الماضية والتى استطاعت الوزارة من خلال مشروع دمج التنوع البيولوجى فى قطاع السياحة خلال العاميين الماضيين تحقيق العديد من الإنجازات ومن أهمها دمج البعد البيئى فى القطاع السياحى والعمل على استغلال الموارد الطبيعية بشكل صحيح لتحقيق النمو فى السياحة البيئية فى المحافظة على الموارد الطبيعية ليتم تحقيق التصالح بين القطاعين بالعمل سويا للوصول للاستدامة وهو التحدى العالمى الذى يحقق التناغم بين القطاع السياحى والقطاع البيئى.
جاء ذلك خلال احتفالية اطلاق مشروع " نحو التنمية الخضراء فى قطاع السياحة " بحضور الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة والدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار أليساندرو فراكاسيتى الممثل الإقليمى لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى فى مصر وعدد من ممثلى السفراء وأصحاب المصلحة فى صناعة السياحة ووسائل الإعلام الدولية.
وأشارت وزيرة البيئة إلى أن العمل بين القطاعين السياحى والبيئى لتحقيق التنمية المستدامة كان يتم وفق رؤية وأسس واضحة تضع أهم أولوياتها مصلحة الدولة المصرية كذلك مواكبة المستجدات الدولية التى تحدث من حولنا بالإضافة إلى حماية حق الأجيال القادمة فى الموارد الطبيعية.
وشددت وزيرة البيئة على أن الطريق لتحقيق ذلك لم يكن بالأمر اليسير بل مر بالعديد من التحديد والصعوبات التى تم العمل على تجاوزها بالعلم واليقين بأهمية ما نقوم به حتى نصل إلى اقناع القطاع السياحى بأهمية حماية الموارد الطبيعية ولأنها تزيد من الفوائد ومعدلات التنمية الاقتصادية.
ولفتت وزيرة البيئة إلى أن كل هذا العمل يواكب استضافة مصر لمؤتمر المناخ cop27 والتى تبذل فى الاستعداد له وزارة السياحة مجهود كبير بالعمل على حصول فنادق ومطاعم شرم الشيخ على النجمة الخضراء وتوفيق أوضاعها مشيرة إلى أن ما يجرى من اعمال على قدم وساق لحماية الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجى ووضع أسس الاستدامة بالقطاع السياحى خاصة وبكافة القطاعات ليس من أجل استضافة مؤتمر المناخ بل لاقتناع القيادة السياسية ومصر بأن حماية البيئة فى قلب عمليات التنمية بكافة قطاعات الدولة لذلك وجب إطلاق المخرجات والنتائج للمشروع اليوم للتأكيد على أهمية العودة إلى الطبيعة مرة اخرى وكيفية التعامل مع الأماكن السياحية وأهمية ترسيخ الممارسات الصديقة للبيئة.
وأوضحت وزيرة البيئة أهمية وجود القائمة الخضراء حتى يتم التفرقة بين المنشآت المتوافقة بيئيا والتى تبذل مجهود للوصول للاستدامة وبين غيرها لذا وجب الشكر لكل من بذل مجهود فى ذلك من اجل البيئة وحمايتها.
وقالت وزيرة البيئة، أن شهرى مايو ويونيه يواكبان العديد من الاحتفالات البيئية الهامة حيث يوافق السبت الثانى من شهر مايو الاحتفال باليوم العالمى للطيور المهاجرة كما يوافق يوم 22 مايو اليوم العالمى للتنوع البيولوجى ويوافق 5 يونيه الاحتفال بيوم البيئة العالمى، كما سيتم غدا تنظيم احتفال لرصد الطيور الحوامة والتنوع البيولوجى بنهر النيل لنأكد أن الاستدامة هى ممارسة حقيقة فى حياتنا وليست شعارات.
وتقدمت بالشكر والتقدير للدكتور خالد العنانى وزير السياحة لدعمه للعمل البيئى بالقطاع السياحى كذلك لسعيد بأن تكون مبادرة البنك المركزى للقطاع السياحى تكون مفيدة فى ذلك كذلك لكل من ساهم فى هذا العمل من شركاء التنمية من برنامج الأمم المتحدة الإنمائى ومرفق البيئة العالمى ووزارة السياحة والإعلام المصرى والخبراء والاستشاريين للوصول إلى هذا المنتج التشاركى حيث تم هذا الجهد بالتنسيق الكامل مع كافة الشركاء فالمستقبل يحتاجنا جميعا للعمل من أجلنا ومن اجل استمرار الحياة على كوكب الارض وهذا ما اكدته اخر التقارير الدولية واخر تقرير للهيئة الحكومية الدولية والذى اشار إلى أن درجة حرارة الارض إذا ارتفعت عن 1.5 درجة مئوية فان التدهور البيئى فى القطاع السياحى ستصل إلى عشر اضعاف ما تم من 10 سنوات فالوقت ليس فى صالحنا ويحب العمل للحفاظ على كوكبنا فليس لدينا خيار اخر.
ومن جانبه استهل الدكتور خالد العنانى وزير السياحة كلمته، بالتوجيه الشكر إلى الدكتورة ياسمين فؤاد وزير البيئة، وفريق عملها بالوزارة، وأليساندرو فراكاسيتى الممثل الإقليمى لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى فى مصر، على التعاون المستمر والمثمر مع وزارة السياحة والآثار، من أجل تحقيق التوازن بين الاستفادة من المواقع السياحية والحفاظ على التوازن البيئى، وأكد على أن وزارة السياحة والآثار حرصت اليوم على المشاركة فى الفعالية التى تنظمها وزارة البيئة احتفالا بيوم البيئة العالمى، متمنيا يوما بيئيا مميزا، وان الوزارة تولى اهتماما خاصًا للسياحة البيئة لافتًا إلى زيارته صباح اليوم إلى وادى النطرون، والتى تعد نموذجا لسياحة بيئية روحانية متميزة حيث تضم مجموعة من الأديرة التى ترجع إلى القرن الرابع الميلادى والتى شهدت مرور العائلة المقدسة، إلى جانب وجودها وسط حقول خضراء.
وأشار الدكتور خالد العنانى إلى تضافر الجهود مع جميع الجهات المعنية وما توليه الدولة من اهتمام خاص لتقديم سياحه بيئية وسياحة خضراء، والعمل من أجل إبراز ما تتمتع به مصر من طبيعة خضراء وخلابة ومقومات طبيعية وكيفية الحفاظ عليها من خلال تخفيف ضغوط الأنشطة البشرية، ونشر الممارسات الصديقة للبيئة، وذلك تماشيًا مع أهداف استراتيجية التنمية المستدامة للوزارة، ورؤية مصر 2030.
كما أشاد الوزير إلى التعاون الدائم مع وزارة البيئة حيث تم إطلاق العديد من المبادرات الهامة خلال السنوات الماضية، وهى، مبادرة Greens fins فى قطاع الغوص والأنشطة البحرية فى مايو 2020، والتى حصل عليها 9 مراكز الغوص بمحافظة جنوب سيناء، وهناك 19 مركزا آخر تقدم للحصول عليها، ومبادرة EcoEgypt والخاصة بالمحميات الطبيعية، وذلك عام 2020، ومبادرة حماية البيئة البحرية للبحر الأحمر عام 2021.
وأضاف أن السياحة المستدامة والسياحة البيئة أصبحت هى أحد الأعمدة الرئيسية فى استراتيجية الوزارة 2030، كما نشهد اليوم معًا إطلاق مبادرة "نحو التنمية الخضراء لقطاع السياحة" بالتعاون مع الاتحاد المصرى للغرف السياحية، والتى تتضمن عددا من المخرجات الرئيسية والتى تضم الدليل الإرشادى لأفضل ممارسات الاستدامة بالمنشآت الفندقية والسياحية والمنصة الإلكترونية الخاصة بها، والدليل الإرشادى لمعايير التشغيل للفنادق البيئية، وحملة Green List.
وأشار الوزير إلى دور الوزارة الإشرافى والرقابى من خلال إلزام كافة المنشآت الفندقية والسياحية كمرحلة أولى فى مدينة شرم الشيخ بالحصول على شهادة من إحدى الجهات الدولية أو المحلية المعتمدة، تفيد قيامها بتطبيق كافة اشتراطات الممارسات الخضراء الصديقة للبيئة وفقًا لمفهوم السياحة المستدامة، حيث جاء هذا القرار فى إطار الاستعدادات السياحية لاستضافة مصر لمؤتمر الأطراف السابع والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ "COP27" بمدينة شرم الشيخ فى نوفمبر القادم. وبما يساهم فى آليات تحويل المدينة إلى مدينة خضراء صديقة للبيئة تحافظ على الموارد الطبيعية والنظم البيئية من خلال حصول المنشآت الفندقية والسياحية ومراكز الغوص الموجودة بها على هذه الشهادات، لًافتا إلى استجابة القطاع السياحى والإقبال على التحول الأخضر، بالرغم ما واجهه من أزمات متكرر على مدار الفترات الماضية، موجها الشكر البنك للمركزى المصرى لما قدمه من دعم وموافقته على إدراج التحول الأخضر ضمن المبادرات المقدمة منه والداعمة للقطاع السياحي.
واستطرد الدكتور خالد العنانى حديثه أن السياحة الخضراء هى أحد أهم أولويات الوزارة فى الفترة الحالية، وذلك تماشيًا مع الأهداف العالمية للتنمية المستدامة، فلدينا هدف واضح وهو "تحسين تجربة المسافر" والاستراتيجية الرئيسية للقيام بذلك تتضمن تعزيز وضمان الإدارة السليمة للجوانب البيئية للسياحة، والتواصل الفعال مع المسافرين لضمان استدامة المنتجات والوجهات السياحية، وتعزيز الشراكات مع القطاع الخاص والجهات الدولية لصون الطبيعة وحماية مواردها والتنوع البيولوجى مع تحقيق أفضل استخدام للموارد الطبيعية، واستدامة النشاط السياحي.
وأكد على أنه من أجل تحقيق الاستدامة وممارسات السياحة الخضراء، فالوزارة تتعاون باستمرار مع وزارة البيئة، لتفعيل مشروع دمج إجراءات صون التنوع البيولوجى بقطاع السياحة فى مصر، والذى يتم بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائى ومرفق البيئة العالمى، ويهدف إلى الحفاظ على التنوع البيولوجى فى تنمية وإدارة قطاع السياحة، وخفض التأثيرات السلبية للبنية التحتية لهذا القطاع، ودعم وتطوير السياحة بوضع تصنيف للسياحة المسئولة، ودعم مصر كواجهة عالمية للسياحة البيئية، وذلك بهدف تحسين أداء واستدامة القطاع السياحي.
واوضح المهندس محمد عليوة مدير مشروع دمج التنوع البيولوجى فى السياحة أن المشروع يهدف إلى دمج مفهوم الحفاظ على البيئة الموارد الطبيعية والموارد الثقافية فى السياحة حيث تم العمل من خلال عدة محاور وهو العمل على دمج هذا المفهوم على مستوى التخطيط والتنمية السياحية والسياسات الداعمة، وعلى مستوى الأنشطة السياحية سواء فنادق أو غوص أو شركات ورحلات سياحية إضافة إلى دعم السياحة البيئية.
وأضاف عليوة أنه لتحقيق تلك الأهداف تم العمل على دمج مفهوم التنوع البيولوجى فى السياحة فى الأطر القانونية والخطط والاستراتيجيات ودعم الاطر المؤسسية لخدمة الخطط والاستراتيجيات الجديدة والتدريب للقطاع الحكومى والخاص فى هذا الصدد مشيرًا إلى أن المشروع قائم على السياحة المستدامة وجانب آخر وهو دعم السياحة البيئية داخل المحميات الطبيعية، حيث تم استعراض عدد من المنتجات التى تم الخروج بها ويمكن بها وضع مصر على طريق السياحة الخضراء وهو جزء من أكثر من 25 نشاطا يتم العمل عليه منذ فترة كبيرة.
كما أوضح اليساندرو فراكاسيتى الممثل الإقليمى لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى بمصر مصر تحتل المركز 51 عالميًا فى مؤشر الحماس للسفر لعام 2021 الصادر عن المنتدى الاقتصادى العالمى مما يجعل مصر واحدة من الدول القليلة جدًا فى العالم التى شهدت تحسنًا ملحوظًا فيها خاصة الظروف العالمية الراهنة والتى عكست آثارها من انخفاض السياحة فى جميع أنحاء العالم بسبب جائحة انتشار فيروس كورونا مما يؤكد أهمية تطوير القطاع السياحى لتحقيق الاستدامة وهو ما يحقق التنمية الاجتماعية والاقتصادية المحلية بطريقة متكاملة وشاملة فالسياحة الخضراء تحقق السلامة البيئية والتنمية الاجتماعية والثقافية والتنمية الشاملة والاقتصادية، معربًا عن أمله أن تؤدى هذه الإرشادات إلى تأثيرات إيجابية دائمة لضمان الحفاظ على التراث الثقافى والبيئة المصرية مشددًا على الالتزام بدعم مبادرة السياحة المستدامة فى جميع أنحاء مصر فى المستقبل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة