ليست الإعاقة إعاقة الجسد بل إعاقة الفكر والروح، وطبقت ذلك على أرض الواقع بنت محافظة الشرقية" هند حازم" وهى أول فتاة ولاعبة مصرية تحصد أول بطولة دولية وتفوز بميدالية ذهبية فى لعبة البوتشيا فى بطولة أفريقيا والتى أقيمت فى دولة جنوب إفريقيا منذ أيام.
التقى "اليوم السابع" بالبطلة هند حازم بعد عودتها لمصر، وسردت قصة رحلتها وفوزها بالبطولة قائلة: "البوتشيا رياضة موطنها الأصلى دولة إيطاليا، وتُلعب فى الأولمبياد منذ عام 1984، وهى عبارة عن 13 كرة، 6 منها باللون الأزرق و6 باللون الأحمر، وكرة واحدة باللون الأبيض، وزن كل كرة لا يتخطى 275 جرامًا، وهى رياضة خاصة بمرضى الشلل الدماغى والإعاقات الشديدة، وأنها تمارس رياضة البوتشيا قبل دخولها بصورة رسمية إلى مصر وتكوين فريق قومى لها، وأكرمها الله أن تحصل على أول ميدالية ذهبية لمصر فى تلك اللعبة خلال بطولة أفريقيا والتى أقيمت فى دولة جنوب أفريقيا، ترشيحها للمشاركة فى البطولة وتمكنت من الفوز على لاعبة جنوب أفريقيا بالبطولة وتم تأهيلها للعب فى كأس العالم لذات اللعبة فى دولة البرازيل".
وسردت "هند" تفاصيل الحادث الذى تعرضت له، هى فى الـ17 من عمرها، كانت فى الصف الثانى الثانوى العام، وذات يوم خرجت مسرعة لشراء الدواء لوالدتها، فصدمتها سيارة، ونقلت إلى المستشفى فى حالة صعبة إثر إصابتها بكسر فى الفقرات العنقية السادسة والسابعة، وأدت إلى حدوث إصابتها وفقدت القدرة على الحركة تماما.
تابعت "هند": "مكثت فترة فى المستشفيات الحكومية، ومنها سافرت إلى لندن، للعلاج، وأصبح أمامها أمرين، أولهما أن تمكث فى منزلى مصابة بحالة اكتئاب لما حدث لها، وثانيها أن تحول الاكتئاب إلى فرح، وبالفعل كان الأمر الثانى هو الأقرب لها، حيث أكملت دراستها، من جديد للصف الثانى الثانوى ثم اجتزت الامتحانات ونقلت للصف الثالث، والتحقت بعدها بكلية الأداب قسم إعلام بجامعة الزقازيق.
أضافت "هند" أنها كانت تتمنى أن تلتحق بقسم اللغة الفرنسية، ولكنه يتطلب مجهودا كبيرا، ففضلت أن تلتحق بقسم الإعلام، وأن تعتمد على نفسها، فى كل شىء، وخرجت للمجتمع، والسير فى الشوارع على كرسى متحرك، حتى أنهت دراستها وتخرجت، وعينت مدخلة بيانات بمحكمة الزقازيق الابتدائية.
استطردت "هند" قائلة: "أنا من عشاق السباحة فى البحر، ولكن بعد إصابتها، كانت ترفض الذهاب لقضاء المصيف، هربا من شعور صعب من المجتمع، وعدم قدرتها على السباحة ولكنها امتلكت إرادة قوية من ربنا، أن ما حدث لى هو قضاء وقدر، وبدأت تشارك فى أنشطة فى المجتمع المدنى، وانضممت كعضوة لمؤسسة "الحسن" فى شهر سبتمبر لسنة 2015، وكانت المؤسسة قد عرضت مسابقة للأنشطة الرياضية واشتركت فى مسابقة السباحة، وبدأت التدريب بشكل مستمر، حتى سمحت لى المؤسسة الاشتراك فى مسابقة فى شهر مارس لسنة 2016، وذلك كان بعد 6 أشهر من التدريب، وكانت المسابقة على مسافة 50 مترا، وكانت المفاجأة لى وللمدربين رغم اصابتها بشلل رباعى، حصدت ميداليتين فضيتين، وتوالت البطولات حتى حصلت على 7 بطولات، وكان ذلك بعزيمة وإصرار، وتغلب على جميع العقبات التى تواجها من الذهاب بمفردها من محافظة الشرقية، إلى القاهرة، بكرسى متحرك والسفر من خلال القطار، لخوض رحلة من التدريبات، ومنحها أهالى الشرقية لقب السمكة الذهبية بعد فوزها فى المسابقات".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة