قال مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، فى تقرير له، إنه مع استعداد دولة نيجيريا للانتخابات العامة بالبلاد العام المقبل بدأت تظهر بعض أعمال العنف والاختطاف التى تسببت فى حالة من انعدام الأمن والاستقرار بسبب العمليات التى تنفذها التنظيمات الإرهابية والعناصر الإجرامية وقطاع الطرق، والتى تسببت فى مقتل العديد من الأبرياء وفرار آلاف السكان من منازلهم.
وقد شهدت نيجيريا خلال الربع الأول من العام الجارى تراجعًا ملحوظًا فى النشاط الإرهابى بنسبة 43% مقارنة بنفس المدة من العام الماضى؛ بواقع 33 علمية إرهابية، أسفرت عن مقتل نحو 600 شخص، وإصابة ما يقرب من 110 آخرين، واختطاف نحو 150 شخصًا.
وفى المقابل أسفرت العمليات الأمنية التى نفذتها القوات النيجيرية المدعومة من قبل قوات تحالف غرب أفريقيا عن مقتل أكثر من 160 عنصرًا إرهابيا.
ورغم تراجع العمليات الإرهابية إلا أن تلك التنظيمات اتخذت نمط المواجهة المسلحة كاستراتيجية جديدة لها، حيث كانت في الماضي لا تفرق بين مدني وعسكري، وكانت تعتمد بشكل أساسي على العمليات الانتحارية التي كانت تستخدم فيها النساء والأطفال، لكن مع محاولة سيطرة تنظيم داعش غرب إفريقيا على نيجيريا وانحسار "بوكو حرام" التي ذاع سيطها في الماضي؛ اتخذت العمليات الإرهابية مسار المواجهة المسلحة اعتمادًا على عناصر التنظيم الذين جاءوا من منطقة الشرق الأوسط. لذا نجد ان العمليات رغم تراجع نسبتها فإنها عمليات مركزة وتستهدف رموزا دينية وسياسية ومعسكرات للشرطة والجيش.
وحذر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من محاولة تنظيم داعش السيطرة على تلك المنطقة التي باتت تمثل له وجهة بديلة بعد الهزائم التى مُنى بها فى سوريا والعراق، كما أن سير النشاط العملياتي بهذه الطريقة المركزة ينذر بتفاقم الخطر، إضافة إلى أن قوة ذلك التنظيم، وإمكانياته الاستخباراتية التي تمكنه من استهداف عناصر لها دورها الأمني والسياسي في البلاد من شأنها عرقلة مسيرة التنمية في البلاد خاصة مع المحاولات الحثيثة من قادة نيجيريا لأداء الاستحقاقات البرلمانية والرئاسية بإجراء انتخابات عامة.