فرضت الحرب الأوكرانية الروسية التى بدأت في 24 فبراير الماضي، تحديات جديدة في ملف التغير المناخى لكافة دول العالم، ففي الوقت الذي تسعى فيه منظمة الأمم المتحدة من خلال كافة وكالاتها أو برامجها المختلفة بالتعاون مع الحكومات لمواجه التغير المناخي الذي يهدد العالم تأتى الحرب الأوكرانية لتضيف تحديات جديدة للعمل المناخى، وكذلك للقمة العالمية " COP27 " المقررة فى نوفمبر المقبل بشرم الشيخ، وهى أحد أهم الفعاليات العالمية للتغير المناخي التي يشارك فيها وفود من كل دول العالم.
ووفق الأمم المتحدة ستعمل قمة المناخ في شرم الشيخ في مصر على تقديم المحادثات العالمية بشأن المناخ، وتعبئة العمل، وإتاحة فرصة هامة للنظر في آثار تغير المناخ في أفريقيا.
التقرير الذى صدر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية وشركائها، حول حالة المناخ في أفريقيا لعام 2020 قدر أنه بحلول عام 2030، سيتعرض ما يصل إلى 118 مليون أفريقي يعانون من الفقر المدقع للجفاف والفيضانات والحرارة الشديدة، وهو ما سيؤثر بدوره على التقدم نحو التخفيف من حدة الفقر وتحقيق النمو الاقتصادي، مخلفا بذلك المزيد من الناس يعانون فقرا مترسخا وواسع الانتشار.
COP27
وأشار التقرير الى أن الاستثمار في التكيف مع المناخ في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى سيتكلف ما بين 30 إلى 50 مليار دولار كل عام على مدى العقد المقبل، أو ما يقرب من 2 إلى 3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يكفي لتحفيز فرص العمل والتنمية الاقتصادية مع إعطاء الأولوية للانتعاش المستدام والأخضر.
نائبة الأمين العام للأمم المتحدة السيدة أمينة محمد، قالت" مع احتدام الحرب في أوكرانيا نواجه تحديات غير مسبوقة "، مضيفة أن " أوكرانيا البلد الأكثر تضررًا بشكل مباشر لكن آثار الحرب محسوسة في جميع أنحاء المنطقة".
برنامج الأغذية العالمى أكد في تقرير له" سيكون هذا العام حاسمًا للوفاء بتوفير التمويل اللازم للفئات الأشد تعرضًا للخطر" ، لافتا إلى أن مصر تعتزم التركيز على بناء القدرة على الصمود والتكيف أثناء استضافتها لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ(COP27) وسيعتمد المؤتمر على الالتزامات والمناقشات التي تم الانتهاء منها أثناء مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ COP26 المنعقد في جلاسكو، بالمملكة المتحدة.
وأشار تقرير المنظمة الأممية إلى أن هناك آمال كبيرة في أن انعقاد مؤتمر تغير المناخ في إفريقيا والذى سيجمع المزيد من الدعم أكثر من أي وقت مضى من أجل التكيف والحد من الخسائر والأضرار، ومن الأشياء الرئيسية التي يجب الانتباه لها خلال الفترة التي تسبق مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ(COP27) وفي أثناء انعقاده هو تقديم 100 مليار دولار أمريكي سنويًا لمساعدة البلدان النامية على التخفيف من تأثيرات تغير المناخ والتكيف معها، وإنشاء صندوق لمواجهة الخسائر والأضرار وحشد التمويل، بالإضافة إلى التقيد بالتزامات جديدة وتنفيذ الإعلانات الحالية للحد من الاحتباس الحراري إلى أقل من 2 درجة مئوية بحلول نهاية القرن.
الجفاف
ولفت تقرير الأغذية العالمى إلى أن العام الجارى سيشهد إصدار تقريرين علميين رئيسيين سيساعدان في تشكيل استراتيجيات للتخفيف من تأثيرات تغير المناخ والتكيف معها، وقال التقرير الأممي "2021 كان بمثابة تحذيرًا صارخًا للعالم من أن متوسط ارتفاع درجة الحرارة العالمية سيصل إلى 1.5 درجة مئوية قبل عام 2040 ويمكن أن يصل إلى 5.7 درجة مئوية بحلول عام 2100 ، وهو معدل أعلى بكثير من المستوى الآمن الذي تم الاتفاق عليه بين 192 بلدًا من خلال اتفاقية باريس".
ومن جانبه قال أنطونيو جوتيريش أمين عام الأمم المتحدة إن أزمة المناخ تحدث في سياق من التحديات، خاصة بالنسبة للفئات الأكثر ضعفا، مشيرا إلى أن التعافي من كـوفيد-19 "متفاوت."
وأشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن البلدان النامية تعانى وطأة تضخم قياسي، وارتفاع أسعار الفائدة، وأعباء الديون التي تلوح في الأفق، وحذر من أن تداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا تهدد بتقلب الأسواق العالمية للغذاء والطاقة مع تداعيات كبيرة على أجندة المناخ العالمي.
ولفت الأمين العام إلى أنه في عام 2020، أجبرت الكوارث المناخية 30 مليون شخص على الفرار من ديارهم أي ثلاثة أضعاف أولئك الذين نزحوا بسبب الحرب والعنف قبل أسبوعين فقط، حيث أكدت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أن نصف البشرية يعيش بالفعل في منطقة الخطر بالنسبة لتغير المناخ."
وأضاف جوتيريش "لكي نتمكن من الحفاظ على أمل تحقيق هدف حصر الاحترار في حدود لا تتجاوز 1,5 درجة مئوية على النحو المتفق عليه في باريس، يتعين علينا خفض الانبعاثات العالمية بنسبة 45 % خلال هذا العقد.
ولفت جوتيريش إلى أن التقرير الصادر يركز على استراتيجية التخفيف والحد من الانبعاثات، ويحدد خيارات قابلة للتطبيق وسليمة من الناحية المالية في كل قطاع، وخيارات كفيلة بأن تنقذ إمكانية حصر الاحترار عند 1,5 درجة مئوية " مضيفا " فأولا وقبل كل شيء، يجب أن نسرّع وتيرة التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة بمقدار ثلاث مرات.
وقال نيجل توبينج، رائد المُناخ لمؤتمر COP26 " نقترب من COP27 في شرم الشيخ بمصر في نوفمبر القادم ، ونتحرك نحو التقييم العالمي في 2023 والوصول إلى صفر انبعاثات بحلول منتصف القرن" مضيفا " في عام 2021، ظهر التعاون الإقليمي كقوة دافعة للتقدم العالمي. وفي عامي 2022 و2023 تفتح أسابيع المُناخ الإقليمي مزيدا من الفرص لإحراز تقدم نحو تنفيذ اتفاق باريس وتسريع العمل لتحقيق الأهداف المُناخية المتفق عليها دوليا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة