ليس بعد الشهادة فى سبيل الله والوطن شرف، إنها التضحية في شكلها المكتمل، تضحية من أجل قيم عليا وموت من أجل أن يحيا الآخرون، ودليل قاطع على أن هذه البلد يسكنها شجعان يدفعون أغلى شيء كى يعيش البلد.
إن الاستشهاد هو الحياة الحقة، أن تقف في وجه الظلم والجهل، وأن تتصدى للإرهاب والتطرف، وأن ترفع راية بلدك عالية لهو المجد الفعلى، والفعل الحسن الذى تواجه به الله سبحانه وتعالى.
يقول الله سبحانه وتعالى فى سورة البقرة "وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُون" إنها آية عظيمة مفعمة بالأمل ودالة على الخير الكثير الذى ينتظر الشهداء، إنها تحمل معانى عدة كلها إيجابية، إنها رسائل طمأنينة للجميع، للشهيد، ولأهله، ولمن يسير على دربه.
ويمكن للباحثين في التاريخ والانثروبولوجيا وعلوم الآثار أن يوضحوا لنا أكثر دور الشهداء في حفظ الحياة وأن يمدوننا بمعلومات مؤكدة حول قيمة الشهداءفى صنع الحضارات.
إن كل شهيد يغادرنا ظاهريا لكنه في الحقيقة حارس على بقعة من أرض وطنه، يضحى من أجلها فيرثها من بعده أبناؤه وأخوته فتزدهر الحياة.
والشهداء أحباب الله وأحباب الناس، ورؤيتنا القاصرة تجعلنا نحزن ونبكى عند فقدهم، وهذا طبيعى جدا، لكن سرعان ما تطمئن القلوب، عندما نعرف دورهم ونعرف قدرهم وما أعده الله لهم.
لا يمكن اختصار دور الشهداء ولا تحديد مكانتهم، فمهما قلنا لن نعطهم حقهم أبدا، لكننا فقط نقدم إليهم تحية، ونرجو الله سبحانه وتعالى أن يمنحهم حقهم ويرحمهم برحمته الواسعة.