الحادث الإرهابى الآثم الذى وقع فى غرب سيناء وشرق قناة السويس، والذى راح ضحيته ضابطا وعشرة جنود، بقدر بشاعة الحادث وبقدر خسارتنا الكبيرة بفقدنا أحد عشر شهيدا من خيرة شباب مصر، وعلى الرغم من الحزن الذى أصاب المصريين جميعا وغضبهم من عودة الوجه القبيح للإرهاب ليطل علينا مرة أخرى.. على الرغم من كل هذا فان جانبا إيجابيا يجب أن ندركه ونثمنه جيدا.
لقد خطط الإرهابيون ودبروا لينفذوا عملية تخريب لمحطة تنقية مياه فى منطقة شرق القناة، بعد أن حوصروا لعامين وتم تحجيمهم وفشلوا فى تنفيذ أى عمليات تستهدف الجيش المصرى فى سيناء، ولابد أنهم قد وضعوا فى حساباتهم التراخى المعتاد فى أيام الأعياد والإجازات، وهو ما سبق ونفذوه عدة مرات فى سنوات سابقة.
لهذا اتجهوا لضرب منشآت خدمية فى نهاية إجازة عيد الفطر، ليعلنوا أنهم مازالوا يتربصون بمصر وأنهم ينتهزون أى فرصة للإضرار بها، لكنهم فوجئوا بأن أعين رجال الجيش المصرى الذى يقف لتأمين هذه المنشآت مستيقظة وواعية، اشتبكت معهم وطاردتهم، صحيح أن ضحايا أعزاء قد استشهدوا وهم يؤدون واجبهم، لكن خطة الإرهابيين وحساباتهم الغادرة قد فشلت فى تحقيق الهدف، وهو تفجير محطة تنقية المياه، وأصبحوا مطاردين مذعورين، وماهى إلا ساعات قليلة ويقعوا فى قبضة جيشنا الباسل.
منذ بداية شهر رمضان والمصريون يتفاعلون فخرا بمسلسل الاختيار، والذى عرض بجلاء ما تعرضت له مصر على يد الخونة من جماعة الإخوان، والجهود الجبارة للأجهزة الأمنية التى أحبطت العديد من العمليات الإرهابية فى ظروف غاية فى الصعوبة فى الداخل والخارج، ومن المؤكد أن هذا العمل الفنى المهم فى تاريخ الدراما العربية قد أوجعهم وأهانهم وكشف خيانتهم ودناءتهم، فكان عليهم أن يقوموا بعمل سريع للرد على حالة الاحتقار التى سببها هذا العمل، خاصة استعانته بتسجيلات حقيقية لقياداتهم كشفت ضآلتهم وعوراتهم بالدليل القاطع.
صحيح أن الإرهاب تم القضاء عليه فى سيناء كما أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى فى حفل إفطار الأسرة المصرية، وقال انه لم يتبق سوى إزالة الألغام من سيناء حتى نحتفل بخلو سيناء من الإرهاب، وصحيح أن أهالى سيناء الذى أخلوا منازلهم يعودون ويتسلمون منازلهم وممتلكاتهم بعد أن نجح الجيش فى تطهير سيناء، لكن المتربصين ببلدنا لن ييأسوا أبدا من محاولات الغدر والخيانة، وسيحاولون من وقت لآخر، وهذا لا يعنى مطلقا أنهم مازالوا على قدراتهم القديمة وقت أن كانت التسهيلات والمساعدات تقدم لهم، والاستعانة بهم تتم من أسماء كانت كبيرة فى وقتها، ولا أن قدرات الجيش المصرى محل شك، لكنه يعنى أنهم لن يتركوننا نهنأ بتنمية بلدنا، وهذا الغدر والتربص ليس بمصر فقط، لكن العالم كله يعانى من الإرهاب ولا يعرف أحد من عليه الدور ومتى، لكن الذى نعرفه أن يقظة جيشنا لم تتوقف عند وحداته وقواته، لكنها نجحت فى حماية ممتلكات هذا الشعب وكانت واعية ويقظة وباسلة، وهذا ما يجب أن نراه جيدا فى هذا الحادث الغادر أننا رغم ضحايانا الأعزاء كسبنا المعركة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة