ما يميز رؤية مصر 2030 أن الجمهورية الجديدة قائمة على بناء الدولة والإنسان معا، فكنا قد ذكرنا خلال مقالات سابقة عن الاستراتيجية الوطنية الجديدة للدولة الحديثة، أنها تتضمن في الأساس الارتقاء بجودة حياة المواطنين أولا، ليكون هناك عدالة في توفير الموارد واندماج بين الريف والحضر، وهذا ما يتحقق من خلال مشروع "حياة كريمة"، وكذلك السعى نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء، باعتباره من أخطر التحديات التي تواجه الدولة، بخلاف مواجهة التحدى الأخطر الآخر وهو الزيادة السكانية فكان الحرص على زيادة الرقعة المعمورة، وتطوير العمران القائم، عبر تنفيذ مجموعة عملاقة من المشروعات الكبرى، وبالفعل أصبح لدينا 30 مدينة جديدة، سواء تم تنفيذها أو مخطط تنفيذها خلال ثلاث أو أربع سنوات قادمة، بتكاليف استثمارية تصل إلى 700 مليار جنيه، ناهيك عن إنشاء شبكة قومية من الطرق، يراها كل من يذهب أو يسير في أي طريق من طرق المحروسة، وكذلك تطوير الموانئ البحرية والبرية والجوية، لتصبح مصر مركز للتجارة العالمية.
والمقدر فى رؤية مصر 2030 أن هناك خطة طموحة لاستصلاح الأراضي وزراعتها في العديد من المناطق، وأبرزها مشروع إنشاء 100 ألف صوبة زراعية، والعمل على استصلاح أكثر من 2.5 مليون فدان، إضافة إلى المشروع الأضخم وهو التحول إلى أنظمة الري الحديث، ومشروع تبطين الترع، وتخصيص مئات الآلاف من الأفدنة لزراعة المحاصيل الزراعيه الاستراتيجية مثل القمح، وهذا ما رأيناه فى مشروع مستقبل مصر للانتاج الزراعي.
وباعتبار السكن حق من حقوق الإنسان ومن أكبر التحديات التى كانت تواجه المجتمع المصرى خلال السنوات الماضية، كانت الدولة أيضا حاضرة وبقوة فى هذا الملف فأصبح الوصول بالاستثمارات في مجال الإسكان إلى ما يقرب من تريليون جنيه، فكلنا رأينا مشروع المليون وحدة سكنية، وكذلك سعى الدولة في استكمال مليون وحدة سكنية على مدار 5 سنوات، إضافة إلى ما تفعله الدولة في ملف العشوائيات، من خلال مشروع الإسكان البديل للمناطق غير الآمنة لإنهاء معاناة نحو 240 ألف أسرة، ليجدوا مناخا صحيا وسليما وآمنا.
وفى سبيل تحقيق العدالة الاجتماعية، كان للدولة فى رؤية مصر 2030 جهود مضنية في ملف الحماية الاجتماعية، وخير دليل على ذلك النجاح الباهر والإعجازى لبرنامج "تكافل وكرامة" التي يحقق العدالة الاجتماعية من خلال الارتقاء بملايين الأسر المصرية وتحسين مستواهم المعيشى.
وفى ظل تنفيذ استراتيجية بناء الإنسان من خلال رؤية مصر 2030، يتحقق الحلم بأن يكون لدينا الآن جامعة حكومية في كل محافظة، من خلال مشروع إنشاء 25 جامعة حكومية وخاصة وأهلية جديدة، إضافة إلى إنشاء نحو 80 ألف فصل جديد، كما تم إدخال نماذج جديدة من المدارس لتطوير الخدمة، مثل مدارس النيل والمدارس المصرية اليابانية.
ويحظى قطاع الصحة فى رؤية مصر 2030 باهتمام كبير، باعتبار صحة المصريين خط أحمر، فكان التطوير ومبادرات الرئيس الصحية المنقذ لحياة ملايين المصريين، ونموذجا مبادرات مبادرة 100 مليون صحة وقوائم الانتظار والقضاء على فيروس سى، ومبادرة صحة المرأة بجانب المشروع الأضخم وهو البدء الفعلى في تنفيذ مشروع التأمين الصحى الشامل، ولا ننسى ما تفعله الدولة وما فعلته في أزمة كورونا، سواء بقرارات المواجهة أو بتوفير اللقاحات الآمنة أو بمساعدة القطاعات التي تأثرت بالأزمة، ليكون نتاج ذلك الارتقاء بصحة وحياة المصريين.
وختاما، نقول إن رؤية مصر 2030 خطة طموحة ورؤية مستقبلية حققت حتى الآن نجاحات متواصلة من تنمية شاملة في كافة القطاعات والمجالات تشبه فعلا الإعجاز رغم كل التحديات والظروف التي تواجهها الدولة سواء على صعيد الأمن القومى على الحدود أو الأمن القومى المائى أو على صعيد مواجهة الإرهاب، لكنها رغم هذه التحديات نجد الدولة تواصل العطاء ووراؤها مواطن يؤمن بما تفعله دولته..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة