وعلى مدار التاريخ الإسلامى، ظهر العديد من الشخصيات الذين ادعوا أنهم المهدى المنتظر والذى يعتقد أنه سوف يكون من نسب النبى محمد (ص)، أو من آل بيت على بن أبى طالب بحسب المعتقد الشيعى.
وظهر خلال التاريخ الإسلامى الطويل، بعض الحكام الطامعين فى السلطة، والذين ادعوا أنهم ذلك الرجل العادل المنتظر، لكى يتبعه الناس، ويؤمنون به وبأحكامه وأعماله، ومؤخرًا أمرت النيابة العامة في الجيزة، بعرض شخص ظهر فى أحد مقاطع الفيديو على "فيس بوك"، وادعى من خلاله أنه المهدى المنتظر، على مستشفى الأمراض النفسية؛ لتوقيع الكشف الطبى عليه وبيان حالته الصحية.
محمد النفس الزكية
ادعى المهدية كثيرون، ظهروا في بلاد العرب ومراكش والهند وأمريكا وغيرها، ومثالهم: محمد بن عبد الله، الملقب بالنفس الزكية سنة 145ﻫ، في عهد الخليفة المنصور ثاني الخلفاء العباسيين، الذي قتله بعد أن استفحل أمره.
وظهر محمد بن عبد الله بن الحسن "النفس الزكية" فى المدينة المنورة فى جمادى الآخر سنة 145هـ، وقد بايعه خلق كثير وسمى بالمهدى، وعندما علم أبو جعفر المنصور بظهوره وجه إليه عيسى بن موسى الهادى بجيش عدده أربعة آلاف مقاتل، ودارت معركة بينهما فى المدينة، قتل خلالها محمد النفس الذكية فى رمضان عام 145هـ، لكن هناك طائفة شيعية لاتزال تعتقد أن محمد النفس الزكية لم يقتل ولايزال حيا، بل وتعتقد أيضا أن الإمام الراحل هو المهدى المنتظر.
عبيد الله المهدى
وظهر عبيد الله الملقب بالمهدي المنتظر، ثم نكل بالداعي وهو أبو عبد الله الشيعي كما نكل المنصور بأبي مسلم الخراساني وكما نكل الرشيد بالبرامكة.
ثم أسس المهدي بلدة تسمى المهدية نسبة إليه، وادعى هو وأبناؤه أنهم الخلفاء الصحيحون دون العباسيين، ومن نسل المهدي هذا كان المعز لدين الله الذي فتح مصر على يد جوهر الصقلي، وأسس القاهرة وسماها المعزية. وقد أقام هؤلاء الفاطميون في مصر حضارة عظيمة، ونشروا فيها التشيع وظلوا قرونًا حتى أزال ملكهم صلاح الدين الأيوبي.
الحاكم بأمر الله
الطائفة الدورزية تعتقد بأن الخليفة الفاطمى الحاكم بأمر الله، اختفى وسيعود قريبا مرة أخرى ويملك الأرض وينشر العدل، وذلك حسبما ذكر كتاب " فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام وبيان موقف الإسلام منها" للدكتور غالب بن على عواجى، رغم أن بعض ذكر أن الحاكم قتل ولم يختفي وذلك نتيجة مؤامرة البعض ينسبها إلى أخته وأخرين نسبوها لليهود الذى تعرضوا للاضطهاد فى أيام حكمه.
وبحسب المراجع التاريخية فأن الحاكم بأمر الله اختفى فى عام 1021، وبالرغم ترجيح وفاته، إلا أن عقيدة الدروز تؤمن بأنه دخل غيبة كبرى وأنه سيرجع بصفته المهدى المنتظر.
مؤسس دولة الموحدين
محمد ابن تومرت، لم تكن فكرية المهدية غريبة عليه خاصة أنه من أهل السويس، ولم يفت على ابن تومرت أن يستغل هذه المعطيات استغلال سياسيًا، وظل يمهد لإعلان نفسه المهدى لأصحابه، ويدخل الفكرة إلى أذهان أصحابه وأتباعه بحيث لا تستعصى المقولة عن تصديق أحد.
حتى انتهز الفرصة فى رمضان عام 515هـ، وتم الإعلان هم المهدية فى حضور كل الاتباع، خطب ابن تومرت قالا: "الحمد لله الفعال لما يريد القاضى بما يشاء، لا راد لأمره، ولا معقب لحكمه، وصلى الله على سيدنا محمد المبشر بالمهدى الذى يملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت طلما وجورا، يبعثه الله إذا نسخ الحق بالباطل وأزيل العدل بالجور، مكانه المغرب الأقصى ومنه آخر الزمان، واسمه على اسم النبى، وقد ظهر جور الأمراء وامتلأت الأرض بالفساد، وهذا آخر الزمان، والاسم الاسم والنسب النسب، والفعل الفعل"، فلما سمع أصحابه المقربون هذه الخطبة، قالوا له: الصفة لا توجد إلا فيك، فأنت المهدى المنتظر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة