حالة من الغموض تسود أروقة الحزب الديمقراطي داخل الولايات المتحدة الأمريكية بعد الإخفاقات المتتالية التي منيت بها إدارة الرئيس جو بايدن ، والذي سيكون في عمر الـ82 عاماً بحلول الانتخابات الرئاسية المقبلة ، ما فتح الباب أمام أسئلة متتالية، أهمها: هل سيخوض بايدن المعركة الانتخابية ، أم أن الحزب بحاجة للدفع بمرشح آخر في هذا السباق.
عمر الرئيس الأمريكي جو بايدن ، كان محل انتقادات كثيرة ، خاصة في ظل التكرار اللافت للمواقف المحرجة التي يقع فيها بايدن ، وزلات اللسان المتكررة ، وهو ما دفع صحيفة نيويورك تايمز لفتح الملف الشائك والتأكيد علي وجود "حالة قلق" داخل حزب الرئيس.
بدورها، نفت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارين جان بيير المخاوف من أن عمر الرئيس جو بايدن أو قدرته على التحمل قد تشكل تحديًا لمحاولة إعادة انتخابه ، قائلة: "هذا ليس سؤالًا يجب أن نطرحه".
وقالت جان بيير لمراسل سي إن إن: "يا إلهي ، إنه رئيس الولايات المتحدة .. لا يمكنني حتى مواكبة ذلك لقد عدنا للتو من نيو مكسيكو، لقد عدنا للتو من كاليفورنيا ... انظروا فقط إلى العمل الذي يقوم به ، وانظروا ماذا يفعل ، وكيف يقدم للجمهور الأمريكي"
ورفضت جان بيير مقالاً في صحيفة نيويورك تايمز لكبير الاستراتيجيين السابقين لأوباما والمعلق السياسي في شبكة سي إن إن الذي وصف سن بايدن بأنه "قضية رئيسية" في محاولة إعادة انتخابه ، واصفاً التقرير بأنه إشاعات - إنها خاطئة"، وقالت: "هذا رئيس يتفهم ما يحدث في البيوت الامريكية عندما ترتفع الأسعار قليلاً ، يؤذي العائلات حقًا".
وقالت نيويورك تايمز انه بالنسبة إلى جميع الديمقراطيين الذين تمت مقابلتهم تقريبًا ، فإن سن بايدن 79 الآن يمثل مصدر قلق عميق بشأن قدرته السياسية حيث رأوا أن بايدن الذي بنى سمعة "زلات اللسان" قد أزعج الدبلوماسية العالمية مرارًا وتكرارًا بملاحظات غير متوقعة تراجع عنها لاحقًا موظفوه في البيت الأبيض ، حيث جلس لإجراء مقابلات أقل من أي من أسلافه.
وقال ديفيد أكسلرود ، كبير المحللين الاستراتيجيين لباراك أوباما: "إن الرئاسة وظيفة مرهقة للغاية والواقع الصارخ هو أن الرئيس سيكون أقرب إلى 90 في نهاية فترة ولاية ثانية، وستكون هذه قضية رئيسية وهي الفوز بالحملات الرئاسية".
وأضاف أكسلرود: "بايدن لا يحصل على الفضل الذي يستحقه لقيادة البلاد خلال أسوأ حالات الوباء ، وإقرار تشريعات تاريخية ، وتوحيد حلف الناتو ضد العدوان الروسي واستعادة اللياقة إلى البيت الأبيض.. وجزء من السبب الذي يجعله لا يعمل إنه ينظر إلى سنه ولم يكن رشيقًا أمام الكاميرا كما كان في السابق".
من جانبهم، يصر أنصار بايدن على أنه يجعل البلد على المسار الصحيح، على الرغم من العقبات، حيث قالت أنيتا دن، كبيرة مستشاري الرئيس ، مستشهدة بأرقام الوظائف القوية والجهود المبذولة لمكافحة الوباء: "شخص واحد فقط قاد عملية انتقالية بعد أكاذيب ترامب وتحديات المحكمة والتمرد لتولي منصبه في 20 يناير: جو بايدن".
كما رفض حلفاء آخرون لبايدن الاقتراحات بأن أي ديمقراطي آخر سيكون أفضل منه في انتخابات الرئاسية 2024، وقال بن لابولت ، الذي عمل في حملات أوباما: "هذا هو نفس التوتر الذي سمعناه عن باراك أوباما في عامي 2010 و2011".
في نفس السياق، أثيرت التكهنات من قبل عن حول ترشح الرئيس جو بايدن فى انتخابات الرئاسة عام 2024 تزداد، وأوضحت تقارير إعلامية ان الرئيس الديمقراطى البالغ من العمر 79 عاما وحلفاءه المقربين قالوا إنه يريد فترة ثانية فى البيت الأبيض ويخطط للترشح مرة أخرى، وأخبر بايدن الرئيس السابق باراك أوباما أنه ينوى إطلاق محاولة ترشح أخرى.
إلا أن هذا لم يسكت الأسئلة التى يتم التهامس بها بشأن ما إذا كان سيفعل ذلك فعلا نظرا لعمره، حيث سيكون 82 عاما فى نوفمبر 2024، وفى ظل معدلات شعبيته المتدنية بسبب ارتفاع معدلات التضخم وجرائم إطلاق النار غيرها من الازمات التي يواجهها المجتمع الأمريكي بالإضافة للاحباط المتزايد داخل ادارته، فإن هناك في المقابل عددا من الأسماء داخل الحزب الديمقراطى تبرز لخلافته، فى حال لو قرر عدم الترشح، في مقدمتهم كامالا هاريس حيث أنها ستتنافس بالتأكيد للفوز بالترشيح الديمقراطى لو قرر بايدن إنهاء مسيرته السياسية بعد فترة واحدة إلا أنه ليس من المؤكد أن تفوز هاريس بالترشيح حيث أنها تعرضت لانتقادات لأداء في منصب نائب الرئيس وتشير استطلاعات الرأى إلى تدنى شعبيتها.
وضمن القائمة أيضا بيت بوتيجيج وزير النقل الحالي الذي خاض السباق التمهيدى للحزب الديمقراطى في انتخابات الرئاسة عام 2020 ضمن قائمة المرشحين المحتملين الى جانب اليزابيث وارين السيناتور الديمقراطية المدعومة من التقدمى، وبيرنى ساندرز الذي خاض سباق الرئاسة مرتين وأيمى كلوبتشارالتي كانت من المرشحين في السياق التمهيدى عام 2020 ولم تؤدى بشكل جيد الا أنها ستسفيد بدعم الديمقراطيين المعتدلين إذا لم يترشح بايدن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة