دور الفنان محصور في أداء عمل فني وأداء شخصية غير شخصيته الحقيقية بغرض نقل موضوع أو فكرة عن طريق المشاعر، أو عمل اسكتش تمثيلي خفيف، ولكن تغيير دور التشخيص ليتحول من الأعمال الفنية إلى السياق المجتمعي في الفترة الأخيرة، المتمثل في تصدر أشخاص في السوشيال ميديا لأداء شخصيات غريبة وعجيبة على المجتمع المصري، وللأسف تجد قبولا وتصديقا مبالغا فيه في بعض الأحيان، بدءا من عروس تملى شروطها على عريسها، حتى الزوجة التي تتقاضى مصروفا أسبوعيا 4 آلاف جنيه، ومن ثم إعلانهم ومواعدة جمهورهم "حسب ما يقولون" لصنع محتوى غير ذي قيمة، مليء بالصراخ، أو بمشاهد غير منطقية يجمعون من خلاله "فولورز" وأموال حصيلة تنمر متابعيهم عليهم.
تقديم المحتوى لم يقتصر على التلفاز أو الراديو، بل استطاعت السوشيال ميديا الوصول لفئة كبيرة من الشعب المصري والتأثير عليه بشكل أو بآخر، مما يجد قبول واستحسان البعض وأحياناً النفور والرفض، استطاعت وسائل التواصل في التغيير احياناً، ولكنها حتى الآن لم تكشف عن وجهها الحقيقي المتمثل في عروض فنية حقيقية أكثر منها مواضيع حقيقية الغرض منها تحسين الواقع!
والحقيقة أن المعيار في كشف زيف أصحاب التريندات ينحصر في الأداء المبالغ فيه، والمخاطبة بناء على العاطفة أكثر من عرض المواضيع بكل حيادية وموضوعية ونزاهة، مما يحيلنا لسؤال مهم، وهو هل يتأثر غالبية الشعب المصري بالخطاب العاطفي أكثر من وجود خطاب عقلاني على النقيض؟
للأسف الإحصائيات والأرقام وتصدر التريندات غير المهمة هي أكبر دليل على سيطرة هذه المواضيع على عقلية الأغلبية، في غياب وتهميش مجتمعي للمواضيع المهمة البناءة، حتى اصبحت هذه التريندات أسلوباً للحوار والتفاعل مع الأفراد وبعضهم، حتى تحول الأمر ايضاً إلى تزييف المشاعر بين البشر وبعضهم البعض، لأغراض مادية عديدة، الأمر الذي يحتاج إلى وقفة لدراسة الظاهرة، ووضوح حلول لعلاجها بالطرق العلمية والتي تلاقي قبول مجتمعي.
وكبادرة لطرح حل يناسب الموضوع، من الممكن الاستعانة بخبراء من أساتذة علم النفس والاجتماع لتحليل الظاهرة، وكيفية التعامل معها، وأيضاً التفريق بين الظاهرة الحقيقية والمزيفة والتي تستخدم التمثيل والتشخيص في التأثير على المجتمع، وأيضاً شرح نتيجة مثل هذه الأفعال على المدى الطويل للتنويه بها.
حتى لا نقف في حيرة عن مثل هذه النوعية من صناع المحتوى الذين تزيد شراستهم في عرض محتوى غير هادف يثير استفزاز المتابعين ويزيد التفاعل، هل هؤلاء الأشخاص مدمنون للشهرة ولاهثون حول اللايك والشير أم لديهم فقراً في المشاعر مما يجعلهم طوال الوقت يحبون الأضواء أن تسلط عليهم، فهؤلاء لا يحتاجون النبذ بل يحتاجون لعلاج لأزمتهم التي جعلتهم يتلززون بسبهم طوال الوقت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة