تظهر لنا تطبيقات الصراحة التي يتم تدشينها من حين لآخر، أن معدل زيادة الأقنعة في ارتفاع ملحوظ، وأنه مهما اتسعت رقعة الاجتماعيات وزاد معدل المقربين والأصدقاء، فهناك عدد ليس بقليل من أشباه الأصدقاء بجوارنا، يستغلون الحماية التي يوفرها تطبيقات الصراحة لإزالة قناعهم المزيف لتوجيه الرسائل الصادمة التي قد تسبب في أزمة نفسية للشخص متلقي الرسالة.
وانتشرت خلال الأيام القليلة الماضية تطبيق جديد على غرار "تطبيق صراحة" يتيح للمستخدمين توجيه رسائل لأصدقائهم فسارع الكثيرون في إعداد حسابات خاصة لهم لتلقي الرسائل وإرسالها، فحمل بعض تلك الرسائل مزاحًا وأخرى دعوات واعترافات بمواقف سابقة وطلب غفران، وحملت أيضًا رسائل صادمة وقاسية بها بعض الابتلاءات والدعاء على متلقى الرسالة بالمرض والشقاء.
تلك الرسائل التي ظن موجهوها أنهم في مأمن من الكشف عن هويتهم، سمحت لهم بتوجيه انتقادات لاذعة وكلمات قاسية لضحاياهم دون إعطائهم فرصة للرد والدفاع عن أنفسهم، وهو ما يعد ظلمًا كبيرًا لمتلقي الرسالة الذي اتهمه أحد ما اتهامات قاسية وانتقده بشكل كبير دون توفير حق للرد عليه، فماذا لو قرر القائمون على التطبيق تعرية مستخدميه وإرسال بيانات أصحاب تلك الرسائل؟
في حالة تعرية المستخدمين والكشف عن أصحاب كل الرسائل، سيكون هذا هو الحل الأمثل للجميع وهو "المواجهة" التي ستكون قاسية على الطرفين حال معرفة كل منهما ما في قلب الآخر له، فستكون كل الأحاديث بعد ذلك مجردة تمامًا من الخداع وستحتوي على كل المصداقية التي نرغبها في حياتنا.
ففي النهاية نرغب جميعنا في مصداقية ونصائح حقيقية من المقربين لنا وليس لاتهامات وابتلاءات ودعوات بالمرض، فليس كل المخطئين مدركين لخطأهم هناك من لا يعلم أثمه للتوبة أو لتوجيه الاعتذار الذي ينتظره الطرف الآخر، ففي النهاية لكل منا جانبه النقي.