الحاجة فرنسا لم يكن اسما مطابقا لشخصية عبلة كامل في دور خالتي فرنسا فقط، بل أطلق عليها لكفاحها في صناعة توارثتها عن أهلها عبر سنوات طوال، رغم أن سهير أبو اليزيد الشهيرة بـ "فرنسا" لم تكمل مشوارها التعليمي الابتدائي، إلا أنها تتمتع بفكر وثقافة كبيرة ساعدتها علي ترويج منتجاتها من الفخار داخل منزلها بقرية الشيخ علي جنوب قنا، لتبدع في ابتكار أساليب جديدة تساعدها علي إنتاج قطع فنية متنوعة الأشكال، كما مدت يد العون لتعليم الفتيات أصول الصنعة والاعتماد على أنفسهن وتوفير مصدر دخل لهن.
تجلس سهير علي الدولاب اليدوي لتبدأ يدها في تشكيل ما يطلب منها وتحول أفكارها إلي منتج يطرح في الأسواق ويحافظ علي مهنة الآباء والأجداد توارثوها عبر أجيال مختلفة، واشتهرت بها القرية وعملت فيها النساء، لتصبح من أولي النساء اللواتي بدأن في الصناعة والتواصل مع التجار لبيع المنتج والترويج له عن طريق صفحات الفيس، وكذلك المشاركة في معارض كبرى مثل معرض ديارنا.
قالت سهير أبو اليزيد، صانعة فخار بقنا، إنها تعلمت صناعة الفخار منذ الصغر وعمرها لا يتجاوز 7 أعوام والبداية جاءت بمساعدة والديها في الأعمال البسيطة مثل وضع الفخار في مكانه أو تجهيز الطين، واكتسبت المهنة لارتباط أسرتها بها، فالطفل الصغير يولد بجانب الدولاب اليدوي، لذلك هناك ارتباط بين حياة الشخص والمهنة في الصناعة والتي من الصعب أن يتركها ويتجه إلى صنعة أخرى.
وأشارت فرنسا، إلى أنها تعلمت الصنعة من أسرتها ووالدتها التي كانت تعمل في الصنعة على الأرض في فترات سابقة وداخل منزلها الذي يتكون من 7 أسر يعملون جميعهم في صناعة الفخار فقط، وتعد مصدر الدخل الرئيسي لهم، كما أنها علمت أطفالها من تلك المهنة التي يعتمد عليها أبناء القرية وتوارثوها عبر أجيال عديدة من أب إلي ابن وهي صنعة فرعونية المرجع.
وأوضحت سهير أبو اليزيد، أن مراحل الصناعة تبدأ في تشكيل الطين، وقررت الأسرة شراء ماكينة تساعد علي خروج الطين بالشكل المطلوب للعمل وفي وقت قصير، ثم العمل علي الدولاب ووضع الطين بمعيار محدد حتى خروج الشكل النهائي، مؤكدة أن الصنعة تمثل مصدر دخل رئيسي لجميع أفراد الأسرة، ولذلك لا تحتاج العمل في أماكن أخرى وفضلت العمل في الصنعة التي عشقتها منذ الصغر ولا تستطيع تركها.
سهير-الشهيرة-بفرنسا
سهير-أثناء-العمل
صانعة-الفخار-الشهيرة-بفرنسا-بقنا
صانعة-الفخار
فرنسا-وصناعة-الفخار