- علاقات استراتيجية وأخوية تجمع بينه والرئيس السيسى.. ومصر صمام أمان الشرق الأوسط
نتحدث دائمًا عن علاقات تاريخية واستراتيجية ممتدة عبر التاريخ بين مصر والمملكة العربية السعودية، وكثيرًا ما تتناول التغطيات الإعلامية من قبل الجانبين هذا الحديث مع الإشارة إلى طبيعة تلك العلاقات وكيف تم توطيدها وتمتينها من خلال توقيع العديد من البروتوكولات والاتفاقيات التى تشمل مختلف القطاعات والمجالات، فيما أن العلاقات بالفعل أخوية قبل أن تكون استراتيجية وهو ما بدوره يعمل على تقويتها ودفعها إلى أن تكون دائما حائط صد لكل المحاولات التى تهدف إلى شق الصف العربى وإحداث الفوضى بالمنطقة العربية.
وتأتى زيارة ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان إلى مصر فى هذا التوقيت، لتحمل الكثير من المعانى والدلالات وتضع حدًا لكل المحاولات التى تُحاول الوقيعة بين القاهرة والرياض، ودول مجلس التعاون الخليجى بشكل عام، فهى تأتى مُتزامنة مع الذكرى الخامسة لتولى الأمير محمد منصبه كولى للعهد، وأحداث صاخبة تمُر بها المنطقة جراء الأزمات العالمية حيث تداعيات جائحة كورونا والأزمة الروسية – الأوكرانية والتى ألقت بظلالها سلبيًا على العالم أجمع ومن ثم دول المنطقة، سواء على المستويات الاقتصادية أو السياسية، إلى جانب ملفات وأزمات عربية طالما عملت مصر والسعودية على بذل مجهودات لحلها وتسويتها وما زالت لضمان أمن واستقرار المنطقة ولعل أبرزها محُاربة الإرهاب والتطرف، أيضا تأتى الزيارة قبيل أقل من شهر على قمة جدة، والتى سيُشارك فيها الرئيس الأمريكى جو بايدن، مع قادة دول مجلس التعاون الخليجى، ومصر والأردن لتؤكد على أهمية التنسيق مع القاهرة حول رؤية عربية مُوحدة، أيضا سبق هذه الزيارة لقاء ثلاثيا جمع بين الرئيس عبدالفتاح السيسى وملك الأردن والعاهل البحرينى فى شرم الشيخ، والذى بالطبع أسفر عن رؤية عربية مُشتركة تضمن أمن واستقرار المنطقة؛ قبيل القمة المُرتقبة، تلك الرؤية التى من المؤكد أنها أحد محاور التشاور بين الرئيس السيسى والأمير محمد بن سلمان، قبيل تُوجهه إلى الأردن وتركيا فى إطار جولته الخارجية الجارية والتى تقرر لها ثلاثة أيام؛ تشتمل على زيارته لمصر والأردن وتركيا.
الجدير بالذكر أن مصر كانت الوجهة الأولى للأمير محمد بن سلمان فى جولته الخارجية الأولى بعد توليه ولاية العهد بالمملكة فى 21 يونيو من عام 2017، تلك الزيارة التى التقى فيها الرئيس السيسى وشهدت حفاوة فى الاستقبال ومؤشرات التقارب الكبير بين الجانبين؛ ليُكرر الآن الأمر ذاته مع اتمامه العام الخامس كولى للعهد، ما يؤكد على مكانة مصر والرئيس السيسى بالنسبة للسعودية بشكل عام والأمير محمد بن سلمان بشكل خاص، كما شهدت شرم الشيخ فى يونيو من العام الماضى - 2021 – لقاء أخويا جمع بين الرئيس السيسى والأمير محمد بن سلمان والذى أُطلق عليه «لقاء الأشقاء»، وأكد الرئيس عبر حساباته الشخصية على السوشيال ميديا على سعادته بلقاء الأمير محمد بن سلمان واعتزازه بالعلاقات المتميزة التى تربط بين مصر والسعودية رسميا وشعبيا إلى جانب التوافق الدائم فى الرؤى حول القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.
وكان الرئيس السيسى توجه إلى السعودية فى مارس الماضى واستقبله الأمير محمد بن سلمان، كما التقى أيضا العاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز، وشهدت اللقاءات التباحث والتشاور والتنسيق حول كل القضايا الشائكة والأزمات التى تشهدها المنطقة جراء تداعيات الأزمات العالمية الجارية.
إن لقاءات الرئيس السيسى والأمير محمد بن سلمان منذ بدايتها تؤكد أهمية توحيد الرؤى وتعزيز وحدة الصف العربى والإسلامى، لأن هذا التكاتف والتوحُد يُمثل صمام الأمان للشرق الأوسط للحفاظ على الأمن القومى والاستقرار، واختيار الأمير محمد بن سلمان القاهرة كوجهة أولى فى جولاته الخارجية بالمنطقة تؤكد على التنسيق والتعاون المصرى السعودى الدائم على كل الأصعدة والمستويات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة