احمد التايب

مشهد بعيون مختلفة

الخميس، 23 يونيو 2022 01:10 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مما لا شك، أن سيطرة العالم الافتراضى على حياتنا أدى إلى كوارث أخلاقية ومجتمعية كثيرة، وساهم بقوة فى ضرب هويتنا وقيمنا بشكل يحزن، فكلنا بكينا على مشهد إنهاء حياة الطالبة نيرة أمام أبواب جامعة المنصورة، وبعيدا عن التحليل أو التفسير للواقعة، هناك أمر لا استوعبه حتى الآن، وهو مشهد العامة الموجودين فى محيط الواقعة فى التفاعل مع الحدث، والاهتمام بالتصوير أكثر من السعى للإنقاذ، لأنه إذا افترضنا أن الجانى كان تحت تأثير المخدر فهل كل من حوله كان كذلك..!!

لذلك أعتقد، أنه يجب الالتفات إلى هذا المشهد المحزن وتقييمه تقييما صحيحا بعيدا عن أى مبررات أو حجج، لأنه أعظم ما كان يميز المجتمع، أنه مجتمع الشهامة والجدعنة والمروءة، فمحفور فى أذهاننا كيف يكون الحال عند نشوب حريق مثلا فى بيت من بيوتنا؟.. وكيف يكون حال الجيران وأهل القرية أو أهل الحى أو الشارع فى التفاعل مع الحريق؟.. فلا شك أن الكل ينتفض، الصغير والكبير، والمرأة والرجل، والكل يغض الطرف عن أى مشكلة مقابل التضامن والتكاتف لإبعاد الأذى، فى مشهد يعكس روح الألفة والشهامة.

وأرى أنه من الأمور التى يجب الإنتباه إليها أيضا، قضية القدوة والنموذج فى حياتنا، فمن هو القدوة الآن فى عقول شبابنا، خاصة أنه للأسف الشديد فى ظل انتشار السوشيال ميديا، والاهتمام بالقضايا الجدلية محل القضايا المهمة، وانتشار التفاهة والسطحية، أصبح هناك نماذج لا قيمة لها محل اهتمام من الشباب، غير إدمان كثير من الشباب للمواقع التواصل والانفتاح على ثقافات غريبة وعجيبة وهم غير متسلحين بالوعى، ما أوقعهم فى براثن ظواهر غير حميدة، وعززت فى عقولهم نماذج قدوة أيضا غريبة وعجيبة جراء ما يشاهدونه  من أعمال درامية وفنية غير منضبطة وتؤصل للعنف والسطحية، وما يتابعونه على هذه المنصات الرقمية من أفكار شاذة ومتطرفة.

لذا، يجب  مواجهة هذا الخطر بكل شجاعة وبالعلاج الصحيح والمناسب، وهنا أتحدث إلى كل المؤسسات الدينية والإعلامية والتعليمية، وأيضا إلى الأسرة بضرورة الأخذ بأيدى الشباب ليعبروا بهم إلى بر الأمان وغرس السكينة والهدوء والسلام النفسى فى قلوبهم وعقولهم، وأعتقد أن هذا لا يتأتى إلا من خلال الوعى والتوعية، وأن يعلم الجميع أننا بصدد حرب شرسة ألا وهى حرب الجيل الخامس، التى تستهدف فى الأساس ضرب هويتنا وقيمنا فى مقتل، وذلك من خلال نشر السطحية والتطرف والإلحاد والشذوذ، وبما أن الشباب هم دروع المستقبل وقاطرة التنمية فهم الفئة الأولى المستهدفة فى تلك الحرب القذرة.

وأخيرا.. هناك مقولة نعرفها جميعا، وهى ستحصد ما تزرع، فعلينا بزرع القيمة حتى لا نحصد كوارث ودمار نتيجة إهمالنا وتقصيرنا وعدم الشجاعة في مواجهة مشاكلنا ومعالجتها وطرح الحلول السليمة والعلاج المناسب التى يضمن لنا النجاة..

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة