من المؤسف أنه أصبح معتادا بين الحين والأخر أو مع كل مناسبة أو حدث، نجد سيلا من الشائعات أو تزييف الأخبار، أو اجتزاء الحقيقة وتوظيفها للتشكيك أو التشويه أو التضليل، بل العجيب، هو الانسياق الجارف من قبل رواد السوشيال ميديا، علما أنه لو بضغطة زر واحدة على محرك بحث يمكن للشخص التأكد من مصدر المعلومة ومعرفة الحقيقة، أو طرح سؤال بسيط من قال؟.. أو من مصدر الخبر؟
لذلك، فإن بطل هذه الظاهرة المؤسفة منصات التواصل الاجتماعى التى أصبحت بيئة خصبة للإشاعات، فكم من الأخبار المزيفة والمعلومات المغلوطة تثار يوميا؟ وكم من حالات الجدل التى أثيرت بسبب هذه الأفعال والحملات خلال السنوات الماضية؟.
والملفت، أن كثيرا لا يتعلم، فرغم اكتشاف حالات تضليل كثيرة وافتراءات عدة بالدليل والبرهان، إلا أنه ما زال هناك من ينجرف وراء الشائعات ومتابعة الصفحات المضللة بل الأخطر التمادى فى النشر والتشيير دون تحقق أو تدقق.
ليتأكد للجميع أن أصحاب هذه الشائعات أو من يقف وراؤها لا يهمهم إلا جمع اللايكات أو تحقيق نسب مشاهدات أو تحقيق أهداف خبيثة ومسمومة، لذا، لابد أن يكون هناك وعى حقيقى، ومسئولية مقدرة، بأن تداول معلومة دون تحقق يعد جريمة بمعنى الكلمة، لأن هذا الفعل وتلك السلوك قطعا يستهدف هدم الوطن، لأن ببساطة مخططات هدم الأوطان تبدأ دائما بنشر الشائعات وتزييف الوعى، وبث الشكوك بغرض هز الثقة بين المواطن ومؤسساته الوطنية.
فليس من المعقول أن نكون أمام آلاف الشائعات، ونعتبر ذلك عملا وليد الصدفة، لذلك أعتقد أن هذا هو المستحيل نفسه، فكم من آلاف الشائعات التى تم نفيها خلال فترة بسيطة، غير أن الذى يؤكد أن هذا أمر مريب، أن هذا الاستهداف يكون فى كافة المجالات سواء الصحية أو التعليمية أو الخدمية والسياسية، ودائما يستهدف اللعب بأعصاب فئة محدودة الدخل والبسطاء لخلق حالة عدم رضا، وبث الخوف من المستقبل.
وما يستحق التقدير رغم الكارثة والخطر التى نحن بصدده، أنه أصبح لدينا مؤسسات ومراكز إعلامية بكافة الجهات محترفة وأصبح لديها خبرة لمواجهة هذا الخطر، وأبرزها "المركز الإعلامى لمجلس الوزراء"، الذى يتمتع بخبرة وقدرة جيدة على التعامل مع هذا الخطر، سواء بسرعة النفى أو القيام بالتدقيق والتحقق، أو بالتواصل المباشر مع كافة وسائل الإعلام لتصحيح أية معلومة مغلوطة، إضافة إلى امتلاكه أدوات التواصل والحداثة وذلك من خلال فرق مدربة على أعلى مستوى، وهذا ما ساهم فى وأد كثير من الشائعات في المهد، وقلل من حدة الظاهرة وخطورتها بشكل كبير.
وأخيرا.. يجب أن نتحلى جميعا بالمسؤولية تجاه هذه الحرب الشرسة التى تعد أخطر من حروب الصواريخ والطائرات لأنها تستهدف العقول، لذا أصبحت صناعة الوعى حول خطورة ظاهرة الشائعات مسئولية حتمية يشترك فيها المواطن والحكومة، لأن الحفاظ على كيان الوطن ومؤسساته واجب على الجميع، مؤسسات وأفراد، وأن مواجهة حملات هز الثقة وإثارة البلبلة فرض على الجميع..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة