تزايد معدلات وفيات الأطفال الناتجين عن زواج الفتيات الأطفال، وارتفاع عدد المواليد المتوفين
"ناني يوسف" إحدى المستفيدات من برنامج الدعم النقدي "تكافل ": تزوجت في سن صغيرة وبنتى توفيت علشان مش عرفت اتعامل معاها
رائده اجتماعية : زواج الفتيات في سن صغيرة يضيع حقوقهن
فى الحرص على التصدى لظاهرة زواج الأطفال أطلقت وزارة التضامن الاجتماعي حملة ، "جوازها قبل 18 يضيع حقوقها" ، وتستهدف جميع محافظات الجمهورية، وتستمر حتى نهاية يوليو المقبل، استكمالا لتصدى الوزارة لظاهرة الزواج المبكر بين الأسر الأولى بالرعاية، وذلك تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية ، حيث تستهدف الحملة المناطق الأكثر احتياجا وقرى ومراكز المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، والفئات والأسر الأولى بالرعاية، والأسر المستفيدة من الدعم النقدي المشروط "تكافل وكرامة" والأسر المستفيدة من خدمات الحماية الاجتماعية التي تقدمها وزارة التضامن الاجتماعي.
وتجوب حملة وزارة التضامن الاجتماعى المحافظات تحت شعار"بالوعي مصر بتتغير للأفضل"، قبل شهور في قرى الصعيد، وخلال شهرى يونيو ويوليو 2022 تركز الحملة على رفض زواج الأطفال قبل بلوغهم 18 سنة، وخاصة الفتيات، بالتزامن مع موسم الصيف الذى تكثر فيه احتفالات الزواج.
حجم الظاهرة في مصر
نسبة الفتيات المتزوجات في الفئة العمرية 15- 19 سنة تصل إلى حوالي 13% من إجمالي السيدات المتزوجات في مصر، طبقاً لآخر مسح صحي سكاني - مصر 2014، وتزداد أعدادهن في الريف وخاصة ريف الوجه القبلي، ووفقًا لبيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء لعام 2017 ، فان ما يقرب من واحدة من كل 20 فتاة أى نحو 4% في الفئة العمرية (15 – 17) سنة، متزوجات حالياً أو سبق لهن الزواج مع وجود تباينات كبيرة بين المناطق الريفية والحضرية ،كما أن الفتيات المراهقات في الريف أكثر عرضة للزواج في سن الطفولة بمقدار 3 أضعاف الأطفال المراهقات فى المناطق الحضرية.
ووفقا لتقرير وزارة التضامن الاجتماعىُ حول أسباب زواج الأطفال فأن هناك بعض الاسباب منها اقتصادية ..و تتمثل في فقر الأسرة بكافة أبعاده الاقتصادية والتعليمية والثقافية، هو الدافع الأساسي لزواج الأطفال في مصر ، حيث تلجأ الأسرة للتخلص من عبء بناتها بالزواج، خاصة مع زيادة عدد الفتيات داخل الأسرة، وقصر دورهن على أعمال المنزل وليس الأعمال المنتجة اقتصاديا ، فيفضل الآباء المسارعة بتزويج البنت حتى تتخلص الأسرة من الأعباء المادية مثل مصاريف الطعام أو التعليم أو الملبس أو غيرها بالإضافة إلى أن الأسرة لا تريد تحمل أعباء التربية والتوجيه للفتاة في سن المراهقة. و أن انتشار البطالة بين النساء بصورة كبيرة وعدم الربط بين التعليم وسوق العمل، يجعل زواج البنات في سن صغيرة لدى الأسر الفقير وخاصة في الريف هو الحل الاقتصادي والاجتماعي المتاح لديهن وذلك تقوم وزارة التضامن الاجتماعي في التوسع في مظلة الحماية الاجتماعية ومساعدة الأسر الأولى بالرعاية في الحصول على الدعم النقدي ضمن برنامج تكافل وكرامة " خاصة الأسر ممن لديها أبناء في المراحل الدراسية.
كذلك أسباب تعليمية.. ففى بعض المناطق أو القرى البعيدة قد تكتفي الأسرة بالتعليم الاعدادي للفتيات حيث أن المدرسة الثانوية تحتاج إلى انتقالها يومياً بالمواصلات إلى قرى مجاورة أكبر بها مدرسة ثانوية، مما يؤدى فى كثير من الأحيان إلى ترك الفتيات للمدرسة والزواج في سن الطفولة.
أسباب اجتماعية.. وقد تتمثل العادات والتقاليد في بعض المجتمعات الريفية التي ترى أن زواج الأطفال يحمي سمعة الفتاة، وعدم زواجها مبكرا يعنى أن في سلوكها عيبا ما، تدعم زواج الأطفال ،ويساهم معها انتشار الأفكار المتشددة التي تحفز على زواج الأطفال والحد من عمل المرأة ومشاركتها الاجتماعية وأيضا تشريعية وتتمثل في وجود فجوات في التشريعات الحالية في التصدى للزواج الأطفال.
ووفقا لحملة وزارة التضامن الاجتماعي ، فإن زواج الأطفال ينتهك الكثير من حقوقهم ومنها ، الحقوق الصحية حيث أن زواج الفتيات قبل 18 سنة يعرضهن لمشكلات صحية خطيرة بسبب الحمل والولادة المبكرين ، وتكون هذه المشكلات أخطر للفتيات الفقيرات اللاتي تعانين في الأساس من سوء التغذية وفقر الدم "المتعارف عليها بمسمى الانيميا" ،فضلا عن المشكلات النفسية التى يعاني منها الأطفال المتزوجين، كالحرمان من التعليم والتمتع بمرحلة الطفولة وافتقادهم حنان وتوجيه الوالدين، وعدم استطاعتهم تحمل مسئولية الزواج وتبعاته.
وتزيد معدلات وفيات الأطفال الناتجين عن زواج الفتيات الأطفال، حيث يرتفع عدد المواليد المتوفين، ليكون أعلى خمس مرات عن الأمهات المتزوجات بعد سن 20 سنة.
أسباب التعليمية، حيث يؤدى زواج الأطفال غالبا إلى تركهم الدراسة في المراحل الأولى للتعليم، فبضيع حقهم في التعليم وفي تنمية القدرات والمهارات الأساسية للطفل والحصول فيما بعد على فرص عمل جيدة ومستقرة.
كما يوجد أسباب اجتماعية ومدنية حيث يضيع زواج الأطفال حقهم في الاختيار الواعي دون إجباٍر لشريك الحياة، والحق في ضمان تكافؤ الزواج، وبناء علاقات أسرية سوية ، كما يؤثر زواج الأطفال على الحقوق المدنية للفتيات طوال فترة عدم توثيق الزواج رسميا، لأنها لا تستطيع إثبات حالتها المدنية، "هل هى متزوجة أو مطلقة أو أرملة" وبالتالي ليس لها حق فى الميراث أو المعاش أو النفقة عند نهاية هذا الزواج بالوفاة أو الانفصال.
كما يؤثر على الأطفال ثمرة هذا الزواج، حيث لا يمكن تسجيل الأطفال رسميا بدون وثيقة زواج موثقة، ونتيجة لهذا قد يسجل بعض الأطفال بأسماء غير أسماء والديهم وفي مواعيد غير مطابقة لمواعيد ميلادهم الفعلية، مما يؤثر على دقة نظام التقييم والمتابعة الخاصة بوضع السكان في مصر.
وفيما يتعلق بتأثير زواج الأطفال على الزيادة السكانية
يعد زواج الأطفال أحد الأسباب المباشرة في الزيادة السكانية الكبيرة الذي تعاني منه مصر، حيث يرتفع متوسط عدد الأطفال للمرأة المصرية في حالة الزواج قبل 18 سنة إلى 3.7 طفلا، بينما متوسط عدد الأطفال للمرأة المتزوجة بعد 22 سنة يصل إلى 2.8 طفلا.
وبحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية، تزيد معدلات وفيات الأطفال الناتجين عن زواج الفتيات الأطفال، حيث يرتفع عدد المواليد المتوفين، ليكون أعلى خمس مرات عن الأمهات المتزوجات بعد سن 20 سنة بالإضافة الى أن زواج الفتيات قبل 18 سنة يعرضهن لمشكلات صحية خطيرة بسبب الحمل والولادة المبكرين، وتكون هذه المشكلات أخطر للفتيات الفقيرات اللاتي تعانين في الأساس من سوء التغذية وفقر الدم ، هذا فضلا عن المشكلات النفسية التي يعاني منها الأطفال المتزوجين، بسبب الحرمان من التعليم والتمتع بمرحلة الطفولة وافتقادهم حنان وتوجيه الوالدين، وعدم استطاعتهم تحمل مسئولية الزواج وتبعاته.
ناني يوسف: تزوجت فى سن صغيرة وماعرفتش اتعامل مع بنتى وماتت
وقالت ناني يوسف، إحدى المستفيدات من برنامج الدعم النقدى لوزارة التضامن الاجتماعي "تكافل" انها عندما انتهت من المرحلة الابتدائية ثم الالتحاق بالمرحلة الإعدادية تم إبلاغها بأنها سوف تتزوج رغم انها كانت طفلة وتلعب مع زميلتها قائلة :" ابويا قال لى هتتجوزى يعنى هتتجوزى، وعندما تجوزت ومن يوم الفرح حدثت المشادات مع زوجي ، وبعد إنجابي طفلة كنت لا أريد التعامل معها ،حيث أنى كنت في سن صغيرة حتى توفيت ابنتي بعد مرضها بسخونية شديدة ، لافته الى انها عادت الى منزل والدها بعد وفاة ابنتها الا أن والدها أعادها مرة أخرى لبيت زوجها، بدعوة بأن جلوسها في منزل أبيها فضيحة لهم.
"نانى" أكدت انها لن تختن طفلتها أو تجوزها قبل سن 20 عاما حتى لا تتكرر المأساة التي عاشتها بسبب جوزاها في سن مبكر وانها تسعى لتعليمها بشكل جيد حتى تصبح دكتورة ،مؤكده أنها استفادت من حضور ندوات التوعية من خلال الرائدات الاجتماعية حيث كانت تحضر الرائدة الاجتماعية الى منزلها لتوعيتهم بأضرار الختان والزواج المبكر وكيفية التعامل مع الأبناء حتى لا يتكرر نفس السيناريو التي عاشته بسبب الزواج المبكر .
بينما أشارت ليلى خميس، احدى الرائدات الاجتماعيات بمحافظة الغربية الى الى هناك بعض العادات في الريف مازالت لدى البعض وهى القناعة بالختان لكننا نظل في توعيتهم بأن الختان سيؤثر في نفسية الفتاة خاصة بعد زواجها وتبدأ الشكوى من الزوج، وتوصل للطلاق علاوة على ذلك بأن زواج الفتيات في سن صغيرة يضيع حقوقهم واحيانا يرفض الأب استخراج شهادة ميلاد لثبوت ابنته مما تضطر الأسرة لرفع دعوة قضائية لإثبات ذلك، قائلة: الزواج المبكر وختان الإناث يدمر نفسية الطفلة
ليلي خميس أكدت أن بعض الأسر مازالت ، تزوج بناتها في سن 12 سنة، وتتعرض الزوجة الطفلة للضرب والإهانة من الحماة، وتصبح مطلقة في سن 14 سنة، وليس لها أي حقوق، كما حدث لإحدى الفتيات التي لجأت أسرتها اليها حتى تتدخل لدى أهل الزوج لإثبات حقها مؤكدة أنها ظلت تحاول مع زوج الفتاة لإقناعه بأن يستخرج قسيمة زواج رسمية عندما تبلغ الفتاة 18 سنة، حتى لا يضيع حقها، خاصة أنها تعد مطلقة ولا آنسة، وبالفعل استخرج الزوج القسيمة في سن 18 سنة، ثم طلقها، وحاليا تحصل على دعم "تكافل"، بعد أن حصلت على ورقة الطلاق.
وأطلقت وزارة التضامن الاجتماعي، مسابقة يومية عبر منصتها التفاعلية الرقمية 1442، تبلغ قيمتها ألف جنيه تمنح لفائز واحد يوميا، وتنشر عبر الصفحة الرسمية للوزارة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وتدور أسئلتها حول المخاطر الصحية والتعليمية والاجتماعية والقانونية لزواج الأطفال، ويكون الاشتراك مجانياً في المسابقة، عن طريق إرسال كلمة "شارك" على رقم 1442 ويجيب المتسابق عن السؤال، وتعلن الوزارة عن الفائز يوميا بنظام القرعة الإلكترونية بين أصحاب الإجابات الصحيحة.
وإلى جانب المسابقة ترسل المنصة التفاعلية المجانية للوزارة 1442 رسائل معلوماتية يومية حول زواج الأطفال، تحت عنوان "كل يوم معلومة"، ترسل رسالة نصية عبر الهاتف المحمول للأسر المستفيدة من برنامج تكافل وكرامة، والمرتبطة بقاعدة بيانات المنصة، حيث يبلغ عدد هذه الأسر نحو 4 ملايين و100 ألف أسرة، إلى جانب الكثير من الأسر التى تستفيد من برامج الحماية الاجتماعية بالوزارة، خاصة التى تعيش في قرى ومراكز المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، الذين استفادوا من خدمات حملة الوزارة "بالوعي مصر بتتغير للأفضل"، التى جابت قرى محافظات بني سويف والمنيا وأسيوط وسوهاج قبل شهور.