"بنقعد كلنا أنا ومجموعة الجيران أقرالهم قصة وأتناقش معاهم بعدها، ونتفق على يومين فى الأسبوع لجلسة القراءة اللى كلهم ارتبطوا بيها وحبوها جداً، وغير كدة كمان بقى فى بيننا صداقة وفعاليات مشتركة نفعتنا كلنا وغيرت شكل الحياة التقليدية، وكسرت الملل اللى بيصب كل حد فينا بطريقة أو بأخرى".. كانت تلك الكلمات الرائعة التى أدهشتنى لصديقتى السيناريست حنان البنبى زوجة الفنان الراحل عبد الله محمود رحمه الله، وعندما سألتها ومن ابتكر هذه الفكرة المدهشة؟ أجابت أن المجمع السكنى الذى تسكن به لديه مجموعة للتواصل بين السكان على واتس آب، وكانت فكرة تم طرحها على الجروب أن كل ساكن يستطيع تقديم أى خدمات من أى نوع للجيران يقترحها مشكوراً، وبالمقابل سوف يلاقى من يقدم له خدمات أخرى حسب المقترحات المطروحة من الجميع.
أما عن "حنان البنبى" فقد اختارت اقتراح مجلس أو حلقة للقراءة بمنزلها لمن يرغب مرتين أسبوعيا، وكانت المفاجأة أن أقبل على تلك الجلسة عدد كبير من جيرانها مختلفين عن بعضهم البعض عمرياً وثقافياً، وأكثرهم لم تكن تستهويه القراءة من قبل.
فقرأت لهم وناقشتهم وحببتهم واستثارت شغفهم بالاستمرار، حتى أصبح كل منهم يقدس يوميا القراءة ويعد لها العدة ملتزماً طواعية وحباً بمجلس ممتع مفيد امتلأت به نفسه بشكل لم يختبره من قبل.
والطريف فى هذا المجلس أنه يضم أشخاصا بسن المعاش وشبابا بالجامعة وربات بيوت وآخرين بمنتصف العمر، أى أنها توليفة عجيبة جمعت هؤلاء الشغوفين فى هذا المتنفس المثير للإعجاب. وما زالت حلقة القراءة مستمرة تتسع مرة بعد الأخرى لتجذب آخرين لم تكن تستهويهم فكرة القراءة من قبل.
شكراً للأستاذة الفاضلة التى خصصت وقتاً من حياتها لتفيد به من يجاورونها، أى جزء من المجتمع المصرى الذى هو بأشد الحاجة للقراءة، إنقاذاً لما يمكن إنقاذه من أجيال صغيرة وللأسف أيضاً كبيرة بات مصدر معارفها وسائل التواصل بما فيها من مضيعة للوقت وسموم تبث بين السطور واستغراق يهدف لإغراق العقول.
نهاية:
هل نحاول أن نعمم هذه الفكرة بكل مكان فى إطار حملة تطوعية لكل من يستطيع ولديه بعض الوقت والجهد والقدرة عليه أن يشارك بالفكرة لإحياء القراءة وترغيب غير الراغبين بها على مستوى جميع محافظات مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة