مواسم انتقالات اللاعبين، سواء كانت شتوية أو صيفية، بجانب التعاقد مع الأجهزة الفنية المختلفة، هى خصبة بالاهتمام الكبير من جماهير الأندية، وكل جمهور يُمنى النفس بأن فريقه الذى يشجعه ينجح فى ضم اللاعبين المتميزين، والتى يتمناها كل جمهور، كما يتمنى أن تنجح إدارة فريقه، فى التعاقد مع جهاز فنى وإدارى يستطيع أن يصنع من الفسيخ شربات، ويحصد البطولات، ويقتلع الآهات من الصدور إعجابا بالأداء العالى.
ومع سقف التوقعات العالية للجماهير، والآمال الكبيرة، فى أن أنديتهم التى يشجعونها، تستقدم لاعبين موهوبين، ومدربين ذائعى الصيت، كثيرا ما تتحطم على أعتاب قدرات الأندية المالية، فى ظل المغالاة الكبيرة فى رواتب المدربين من الأسماء الشهيرة، على اعتبار أن كرة القدم فى الدوريات الخمس الكبرى على الأقل، صارت صناعة، وقوة اقتصادية دافعة لعملية التنمية الشاملة، عكس كرة القدم المصرية، التى تسير فى أنفاق التخبط، وغياب الرؤية والكوادر المؤهلة، والابتعاد عن الاحترافية، وترهل فى اللوائح الحاكمة للعبة.
وفى الآونة الأخيرة، راجت مصطلحات حاكمة لعملية اختيار الأجهزة الفنية من عينة، المدرب المشروع، دون النظر لسيرته الذاتية، والمدرب صاحب السيرة الناصعة، ثم والأهم المدرب "البطيخة". ويمكن التعاطى مع استراتيجية اختيار المدرب وفق سيرته الذاتية ومسيرته الكروية فى حصد البطولات من عدمه، ونأتى لمدرب المشروع، ونسأل: ماذا يعنى مصطلح المدرب المشروع؟ هل الأندية التى تتبنى هذا الفكر، لديها استراتيجية واضحة الأهداف للنهوض بلعبة كرة القدم، من القاعدة حتى الفريق الأول؟ وهل هذه الخطة وضعها الخبراء والمتخصصون من الكوادر المؤهلة علميا، تتضمن توقيتات زمنية، ومراحل انتقالية، وتطوير فى الأداء والشكل، يبدأ من قاعدة الناشئين حتى الفريق الأول، بحيث تكون طريقة اللعب واحدة؟.
الحقيقة، أن مصطلح المدرب المشروع، الذى يتردد على الساحة الكروية المصرية فى الآونة الأخيرة، مجرد مهدئات ومراهم مسكنة ومبررات الاختيار، دون خطط وأهداف مكتوبة وواضحة، وإذا نجح المدرب الجديد فى حصد البطولات، يزدهر المصطلح، ويبرهن على أن إدارة النادى كان لديها مشروع ورؤية ثاقبة، وبُعد نظر، وإذا فشل المدرب فى تحقيق النتائج المأمولة، يختفى المصطلح خلف أسوار النسيان والتبخر!.
المدرب المشروع، يتمتع بقدرات كبيرة، وصلاحيات فى تطبيق أفكاره ورؤيته وفق استراتيجية النادى، من القاعدة للفريق الأول، واتساع رقعة الأجهزة الفنية والإدارية القادرة على تنفيذ أفكاره، وتطبيق خططه، بحيث يؤدى الناشئ البالغ من السن 10 سنوات، بنفس أداء وخطط الفريق الأول، فتصير كرة القدم فى النادى، لها شكل ومضمون، تختلف الأسماء والعناصر، ويبقى أسلوب اللعب.
ونأتى للمصطلح الأهم، وهو أن المدرب عبارة عن "بطيخة، أنت وحظك، ممكن تطلع حمرا أو قرعة"، ويتبنى للأسف هذا المصطلح، عدد من الذين يتقدمون الصفوف كخبراء كرويين والمالكين حصريا للفهم الكروى دون منازع، وهو مصطلح كارثى من وجهة نظرى، قد لا يوفق مدرب مهما كان اسمه مع فريق ما، وقد يوفق مدرب مغمور ويحقق نتائج مبهرة، ويصنع اسما، لكن هناك مقومات جوهرية يجب أن يتسلح بها أى مدرب، وهى الدراسة وتلقى الدورات المختلفة بالشأن الرياضى بشكل عام، وكرة القدم بشكل خاص، من كبرى الأكاديميات، والمؤسسات المعنية بإدارة اللعبة، ومطاردة كل ما هو جديد وحديث فى عالم الساحرة المستديرة، بجانب الكاريزما والشخصية القوية، وكيفية التعامل فى غرفة خلع الملابس.!