سما سعيد

لا تجعل" لا" تغضبك.. أو توقف سعيك لتحقيق أحلامك

الإثنين، 27 يونيو 2022 10:15 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كل منا حاول وعافر فى الحياة من أجل إنجاح مخططاته، وتحقيق أقل قدر من أحلامه المستقبلية، التى كانت لديه منذ الصغر والطفولة، فمن منا لم يحلم أن يجوب العالم ليستمتع بالسفر ويتعلم أشياء جديدة، من منا لم يحاول التفكير فى مستقبله عن طريق أحلام لتغيير وجه التاريخ من منظوره وجعل الوقت يسير كيفما يشاء؟، قليلون نجحوا، والأكثرية لم يوفقوا في الأمر، من منا لم يسرح فى خياله متعايشاً قصة حب فى مخيلته حتى ولو كان هناك بالفعل شخصاً مناسباً لهذا الحب، ولكنه باء بالرفض لأى سبب من الأسباب، من منا لم يقال له "لأ" فى طلب ما، وصمت وجعل من كلمة "لا" وقوداً لعمله ومواصلة نجاحه.

الحقيقة، أن من سبل النجاح هو الإصرار على الحلم، والعمل على تحقيقه ومحاولة اقتناصه بكل الطرق المشروعة، والتغلب على المعوقات التى تظهر فى كل خطوة يخطوها البعض، وهنا يختلف الأمر من شخص إلى آخر، فمنهم من ييأس ويحيد عن طريقة، ومنهم من يعافر ويسعى للوصول بأى طريقة ممكنة، فأحد أهم عوامل النجاح وأكثرها فاعلية هى الثبات على تحقيق الذات، لكى يكون جديراً بتحقيق حلمه، خاصة إذا كان هذا الحلم مرتبطا بشخص قد يملك القدرة على قول "لا، فماذا يفعل الشخص الذى يقال له "لا" لن تقدر على تحقيق حلمك، أو "لا" أنت الشخص غير المناسب لهذا المكان فى هذا التوقيت، أو حتى "لا" لأجل كلمة "لا"، فهو رفض فحسب؟، فعلى الشخص الذى يتعرض للرفض تعلم كيفية التغلب على كلمة "لا"، وتطويع تصرفاته لتحقيق أحلامه.

الأمر ينطوى فى بعض الأوقات على مواقف عدة يتعرض فيها الشخص للرفض، والإجابة بـ لا عن سؤاله أو طلبه، الأمر الذى يثنى البعض عن أحلامه وطموحه أو تغيير وجهته لاتجاه آخر على النقيض، ولكن الأذكى هو من يجعل من هذا الرفض باباً للوصل لأعلى ما كان يحلم به.

من منا لم يقابل معوقات فى حياته؟، ولكن هذه المعوقات لدى البعض قد تجعله يقلص تدريجياً أحلامه حتى تكاد تختفي، ويصبح مثل الأكثرية ممن تنازلوا عن حلمهم من أول أزمة تطرأ، وأيضاً تقبلك كشخص لسماع الرفض وممارسته إذا أتيحت لك الفرصة والرغبة فى فعله.

البعض يتقبل الرفض ويحاول البحث عن طريق بديل، من أجل إكمال مسعاه، والبعض يتوقف، القلة منهم من يتخذ من الرفض وسيلة للسخط وتبريرا لارتكابه الجرائم، وما أكثر التبريرات حالياً، من المجرمين أنفسهم أو المتعاطفين معهم، فى محاولة من المتعاطفين لإثبات وجهة نظر خاصة بهم ليست صحيحة على الإطلاق، ولكنهم يتخذون من المجرم زريعة لارتكاب ما تسول لهم أنفسهم بنفس الحجة.

الأمر ليس بغريب، ولكن الغريب هو انحدار التكوين النفسى لكل هؤلاء، وعدم تقبلهم للرفض بأشكاله المختلفة، بعض الرفض يكون موضوعيا، والأغلب ذاتيا، فينبغى أن نستفيد من الموضوعى لتلافى أخطائنا مستقبلاً، ومحاولة إثبات أن الحكم الذاتى الخاص بغيرهم عليهم هو الخطأ.

فالرفض أياً كان شكله ينبغى أن يعامل فى إطار التحديات التى ينبغى علينا الوقوف أمامها، وليس اتخاذها تبريراً لأفعال جسيمة تضر النفس والآخرين، الرفض هو تحدي، وتخطى أو التعامل معه بحكمة وعدم الغضب من كلمة " لا"هو النجاح الحقيقي، وهو السبيل للوصول لأحلامك كاملة دون أى نقصان، بل واستثمار هذه الكلمة لبناء مستقبل مبهر لم تكن تتوقعه، فأنت من حقك تحقيق حلمك، ومن حق الطرف الآخر قول كلمة "لا" أيا كانت دوافعه أو مبرراته.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة