في حلقة جديدة من برنامج "حكايات سفر" تسافر الزميلة هناء أبو العز، إلى مدينة غرناطة الإسبانية المدينة التاريخية التي تشتهر برقصة الفلامنكو، والتي تمتزج فيها مشاعر الحب والإثارة، الحزن والغضب والعاطفة الفياضة، وتندمج فيها الموسيقى مع الرقص والأغاني لتصبح شكلاً فنياً متفرداً وطاغياً.
وتصور الزميلة هناء أبو العز، سهرة كاملة من رقصة الفلامنكو داخل احدى بيوت الغجر بحى البيازين القديم، حيث أدرجت منظمة اليونيسكو، رقصة الفلامنكو في قائمتها للتراث الثقافي المعنوي، ومنذ ذلك الحين تم إعلان يوم دولي رسمي للفلامنكو للاحتفال بهذا الفن، ويوافق 16 نوفمبر من كل عام.
ومن المعتقد أن أصل الفلامنكو يرجع إلى الدمج بين الموسيقى الشعبية الأندلسية، مع موسيقى جيتانوس أو الروما الإسبان الذين استوطنوا في الجنوب الإسباني في القرن الـ15، وتعرض أبناء هذه القومية لفترة طويلة للاضطهاد والتهميش، ولم تبدأ أحوالهم في التحسن إلا مع بداية القرن الـ19.
ويعتقد أن كلمة فلامنكو الإسبانية عائدة إلى الفلاح المنكوب ، و هم الفلاحين الموريسكيون الذين اصبحوا بلا أرض، فإندمجوا مع الغجر و أسسو ما يسمى بالفلامنكو كمظهر من مظاهر الألم التي يشعر بها الناس بعد إبادة ثقافتهم، و البعض يربط اسم هذه الموسيقى بطائر الفلامنكو الراقص الوردي.
,يحتفظ الفلامنكو إلى الآن بجذوره الشرقية، كالاعتماد على الحنجرة في الغناء والطابع الشرقي، في تأليف الموسيقى الذى يعتمد على الهارموني العربي مثلما هو شائع في العزف العربي على العود.
وترجع هذه الأصول العربية لوجود العرب المسلمين في الأندلس قرابة ثمانية قرون؛ فقد جلب العرب معهم ألحاناً ومقامات وإيقاعات وآلات وموسيقاهم من الشرق والموسيقين العرب الذين وفدوا على الأندلس، وتوصلت جميع الأبحاث إلى نتيجة واحدة وهي أن هذا الفن الفلكلوري الغنائي الموسيقي أصله عربي أندلسي، يعتمد على النجوى والشكوى إضافة إلى الفرح واللهو السعيد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة