تسع سنوات مضت على انطلاق شرارة 30 يونيو بكل محافظات مصر، خلال تلك السنوات انطلقت مسيرة التنمية انطلقت مسيرة بناء الإنسان المصرى فى كل المجالات، هذا اليوم كان هو نقطة التحول للخروج من سنة الظلمة وأشهر الفوضى وظلت ذكرى الثورة خالدة عالقة فى الأذهان بكل ما حدث فيها، ويبقى معها هتاف الجميع فى كل ربوع المحافظات تحيا مصر.. تحيا مصر.
التاريخ هو 30 يونيو 2013، المكان ميادين سوهاج، الحدث خروج أهالى المحافظة فى هذا التاريخ، للمطالبة بوضع مصر على الطريق الصحيح، لكن رد الفعل كان بإحراق الكنائس والمحلات التجارية واقتحام ديوان عام محافظة سوهاج أربعة مشاهد كانت وستظل محفورة فى العقول لمشاهد الثورة بسوهاج.
المشهد الأول:
سطرت ملحمة ثورة 30 يونيو بمحافظة سوهاج تلاحم الشعب بالمحافظة شبابا وشيوخا أطفالا ونساء، فالكل اتحد على قلب رجل واحد وهدف واحد، وكان الحدث هو الزحف لكل الميادين، ثم التحرك إلى أكبر الميادين وهو ميدان الثقافة وسط سوهاج، ومن هذا الميدان انطلق الفوج الثانى واستقر أمام ديوان عام محافظة سوهاج، وكتب الشعب أول عبارة لهم "الديوان مغلق لحين وجود رئيس راجل"، وشعار آخر "فليرحل الخونة إلى الجحيم".
المشهد الثانى:
الأجهزة الأمنية تمركزت بميدان الثقافة لحماية الممتلكات العامة والخاصة، لكن الرد كان بالتخريب، فقامت العناصر متطرفة باقتحام كنيسة مارجرجس وإشعال النيران فى مبانيها، ليس هذا فقط لكن تم إحراق عدد من الأتوبيسات وتحطيم واجهات المحلات، واقتحمت مجموعة أخرى ديوان عام المحافظة، وتدخلت الشرطة لفض التجمعات الإخوانية، وكان المشهد كرا وفرا، ولجأت العناصر الإرهابية لاستخدام الأسلحة النارية وإشعال النيران فى سيارة شرطة بميدان الثقافة.
المشهد الثالث:
ارتفاع حدة التحدى بين الشباب الثائر والعناصر الخارجة عن القانون، والجميع كان مطلبه الأوحد رحيل رأس النظام وحاشيته عن سدة الحكم، وترك السلطة للجيش ليدير البلاد لحين اختيار رئيس طبقا للدستور.
المشهد الرابع:
المظاهرات فى هذا اليوم لم تقتصر على مدينة سوهاج فقط، وعلى ميدان الثقافة بل إنها سرعان ما وصلت إلى ميادين أخرى على مستوى المحافظة وبالقرى والمراكز من مدينة طما شمالا وحتى البلينا جنوبا، فمدينة دار السلام شرقى محافظة سوهاج فتيل الثورة وهتافات الجميع كانت تقول يسقط يسقط حكم المرشد.. يسقط يسقط مرسى.. وعبرت التظاهرات التى تحركت فى نفس الوقت عن ما يجول بعقل وقلب جموع الشعب المصر عبرت أنه لا مكان لجماعة الإخوان بين شعب مصر المحب لمصر لأنها مصر أم الدنيا.
وبعد المشاهد الأربع السابقة سجلت محافظة سوهاج مشهدا جديدا بعد مرور 9 سنوات، مشهدا يوضح مدى الاستفادة من كل المكتسبات التى تحققت والمضى قدما من أجل تغيير الواقع ليس بالقول ولكن بالفعل، مشروعات تنموية فى كل مكان بنية تحتية القضاء على العشوائيات وحل محل محلها بنايات جديدة تليق بكرامة المواطن المصرى وتاريخه العريق، حيث بلغت جملة استثمار المحافظة 46.7 مليار جنيه فى إطار مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى لتطوير الريف المصرى، والتى يتم تنفيذها داخل 181 قرية بـ7 مراكز مختلفة على مستوى المحافظة، حيث اهتمت المبادرة بتطوير ورفع كفاءة البنية التحتية والخدمات المختلفة من "تعليم، وصحة، ومراكز شباب، وصرف صحى ومياه شرب ومجمعات خدمية للمواطنين".