"أخذنا قرارات غير مسبوقة كان أهمها سحب الثقة من رئيس الجمهورية محمد مرسى ".. بهذه الكلمات تذكر الكاتب الكبير محمد سلماوى، ذكريات اعتصام المثقفين فى عام 2013، الذى يعد بمثابة الشرارة الأولى لثورة 30 يونيو.
يتذكر الكاتب الكبير محمد سلماوى، خلال حديثه مع "اليوم السابع" ما فعله المثقفون قبل ثورة 30 يونيو، والخطوات التى سار عليها المثقفون حتى هذه اللحظة المجيدة، فيقول: اتذكر من هذا اليوم، الجمعية العمومية غير العادية التى عقدها كتاب مصر فى اتحادهم، والتى نتج عنها، تطور غير مسبوق وهو سحب الثقة من رئيس الجمهورية أثناء توليه الحكم، وهو حدث لم نشهد له مثيل من قبل.
ويتذكر محمد سلماوى أبرز الأدباء والكتاب الذين شاركوا فى هذا الاجتماع، فيقول: جميع رموز الأدب والثقافة المصريين من بهاء طاهر، وجمال الغيطانى، وفتحية العسال، وإبراهيم عبد المجيد، وفريدة النقاش، وعبد الوهاب الأسوانى، وفؤاد قنديل، ووزيران سابقان للثقافة، هما جابر عصفور، وعماد أبو غازى.
أما عن مطالب هذا الاجتماع، فيتذكر محمد سلماوى، أن المثقفين طالبوا بضرورة حل وزارة هشام قنديل، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وكتابة دستور جديد بدلا من دستور الإخوان، وقد خرجنا جميعا من اتحاد الكتاب إلى مقر وزارة الثقافة، فى الزمالك، حيث انضممنا إلى اعتصام المثقفين وساهمنا مع زملاءنا المعتصمين فى الحيلولة دون وصول وزير الثقافة الذى عينه الإخوان إلى مكتبه، الذى كان قد بدأ عهده بفصل قيادات الوزارة من مديرة الأوبرا التى سارت الآن وزيرة الثقافة، إلى رئيس هيئة الكتاب الدكتور أحمد مجاهد، ورئيس دار الكتب والوثائق القومية، وغيرهم.
ويوضح محمد سلماوى أن المثقفين وضعوا بذلك نهجا جديدا للعمل لا يكتفي بالشجب والإدانة وإصدار البيانات، وإنما بالفعل والتحرك المؤثر وهو النهج الذى نقلته عنهم قطاعات أخرى من المجتمع المصرى، حيث وجدنا المواطنين فى الأقصر يعتصمون بمقر المحافظة، ويحولون دون دخول المحافظ الجديد، الذى عينه الإخوان، إلى مكتبه، وقد ساهم كل هذا الزخم الذى قام به المثقفون فى التحضير ليوم 30 يونيو المجيد، الذى أنهى هذا العهد، الذى وجدنا فيه من يصفون روائع نجيب محفوظ بأنها روايات المواخير وعرز الحشيش، ويقولون أن فن الباليه الذى هو أرقى الفنون يحض على الفحش، ويغطون وجه تمثال أم كلثوم، ويكسرون تمثال طه حسين، ولو استمروا فى الحكم لفقدت مصر هويتها الثقافية، ولتراجعت قوتها الناعمة التى كانت هى مصدر مجدها على مر التاريخ، لكن ثورة 30 يونيو، أسدلت الستار على ذلك العام الأسود، من تاريخ مصر، وفى يوم 3 يوليو، أشرقت شمس يوم جديد فى تاريخ مصر، أعلنت فيه خارطة للمستقبل، قامت على المطالب الثلاثة التى طالب بها الكتاب فى جمعيتهم العمومية فى اتحاد الكتاب، وهى: حل الوزارة، وإجراء انتخابات رئاسية، ووضع دستور جديد للبلاد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة