يُعَدُّ تَلَيُّف الكبد من المراحل المتأخِّرة للتندُّب (التليف) الكبدي، والذي ينشأ نتيجة إصابة الكبد بأمراض وحالات مختلفة، ومنها التهاب الكبد، والإدمان المزمن للكحول، وفي كل مرة يتضرَّر فيها كبدكَ، سواء بمرض أو فرط شُرب الكحوليات أو أيِّ سبب آخر، يُحاوِل الكبد استعادة خلاياه للعمل، ومع استمرار عملية الإصلاح الكبدي تتكوَّن النُّدَب، وكلما تفاقم تليُّف الكبد، زاد التندُّب بكثرة، وزادت صعوبة قيام الكبد بوظائفه. والتليُّف الكبدي المتقدِّم يُهدِّد الحياة، حسبما نشر موقع mayoclinic
والتضرُّر الكبدي الناتج عن تَلَف الكبد لا يمكن شفاؤه. ولكن إذا شُخِّص تليُّف الكبد مبكِّرًا وعُولِج السبب، يمكن الحدُّ من انتشار التليُّف، ونادرًا ما يعاود، وعادةً لا توجد علامات أو أعراض لتليف الكبد حتى يكون الضرر الملحق بالكبد شديدًا. عندما تظهر العلامات والأعراض، فهي تتمثل غالبًا فيما يلي:
فرط ضغط الدم في الأوردة التي تُغذِّي الكبد (فرط ضغط الدم البابيِّ). يُبْطِئ التليُّف من تدفُّق الدم الطبيعي عبر الكبد، ومن ثم يزداد الضغط في الوريد الذي يجلب الدم من الأمعاء والطحال إلى الكبد.
تورُّم في الساقين والبطن، يُمكِن أن يُسبِّب زيادة الضغط في الوريد البابي تجمُّع السوائل في الساقين (الوذمة) والبطن (الاستسقاء). قد تَنجُم أيضًا الوذمة والاستسقاء من عدم قدرة الكبد على تصنيع كمِّيَّة كافية من بروتينات مُعيَّنة في الدم، مثل الألبومين.
تضخُّم الطحال (تضخُّم الطحال). يُمكِن أن يُسبِّب فرط ضغط الدم البابيِّ أيضًا تغيُّرات وتورُّمًا في الطحال، وحصر خلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية. قد يكون انخفاض مستوى خلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية في دمكَ أول علامة على التليُّف.
النزيف. يُمكِن أن يَتَسبَّب فرط ضغط دم البابيِّ في إعادة توجيه الدم إلى الأوردة الأصغر. ويُرهِق هذا الضغط الزائد تلك الأوردة الأصغر مؤديًا إلى انفجارها، ومُسبِّبًا نزيفًا خطيرًا. قد يُسبِّب ارتفاع ضغط الدم البابيِّ تضخُّم الأوردة (الدوالي) في المَرِيء (دوالي المريء) أو في المَعِدة (دوالي المعدة)، ويُؤدِّي إلى نزيف قاتل. وقد يُساهِم عجز الكبد أيضًا عن تصنيع كمِّيَّة كافية من عوامل تجلُّط الدم إلى استمرار النزيف.
حالات العدوى. وإذا كنتَ مُصابًا بالتليُّف، فسيواجه جسدكَ صعوبة في مكافحة العدوى. يُمكِن أن يُؤدِّي الاستسقاء إلى التهاب الصفاق الجرثومي، وهو عدوى خطيرة.
سوء التغذية. قد يجعل تليُّف الكبد من الصعب على جسمكَ معالجة المُغذِّيات؛ مما يُؤدِّي إلى الشعور بالضعف وفقدان الوزن.
تراكُم السموم في المخ (اعتلال الدماغ الكبدي). لن يستطيع الكبد المُتضرِّر من جرَّاء التليُّف تنقية الدم من السموم كما يفعل الكبد السليم. ويُمكِن لهذه السموم أن تتراكم في المخ وتُسبِّب التشوُّش الذهنيَّ وصعوبة التركيز. ويُمكِن أن يتطوَّر اعتلال الدماغ الكبديُّ، مع الوقت إلى عدم التجاوُب أو الغيبوبة.
اليَرَقان. يحدُث اليرقان عندما تَعْجِز الكبد المريضة عن إزالة ما يكفي من البيليروبين من دمكَ، وهو نفايات في الدم. يُسبِّب اليرقان اصفرار الجلد وبياض العينين وتَغَيُّم البول.
أمراض العظام. يَفقِد بعض الأشخاص المُصابين بالتليُّف قوة العظم، ويكونون أكثر عُرضةً لخطر الكسور.
زيادة مخاطر الإصابة بسرطان الكبد. نسبة كبيرة من الأشخاص الذين يُصابون بسرطان الكبد تَسبِق إصابتهم بتليُّف في الكبد.
مُتلازمة الاعتلال الفجائي لداء التليُّف الكبدي المُزمن. ينتهي المطاف ببعض الأشخاص بإصابتهم بفشل عِدَّة أعضاء. ويعتقد الباحثون الآن في وجود مضاعفات مُحدَّدة لدى بعض الأشخاص الذين لديهم تليُّف بالكبد، لكنهم لا يفهمون أسبابها تمامًا.
الوقاية
يمكن تقليل خطر إصابتك بتليف الكبد من خلال اتباع هذه الخطوات للاعتناء بكبدك:
لا تتناول المشروبات الكحولية إذا كنت مصابًا بتليف الكبد. إذا كنت مصابًا بمرض الكبد، فينبغي أن تتجنَّب تناول الكحوليات.
اتَّبع نظامًا غذائيًّا صحيًّا. اختر حِميَة نباتية مليئة بالفواكه والخضراوات. اختر الحبوب الكاملة ومصادر البروتين الخالية من الدهون. قلِّل من كمية الأطعمة الدهنية والمقلية التي تتناولها.
حافِظْ على وزن صحي. يمكن أن تؤدي كمية الدهون الزائدة في الجسم إلى إتلاف كبدك. تحدث إلى طبيبك بشأن وضع برنامج لإنقاص الوزن إذا كنت مصابًا بالسمنة أو الوزن الزائد.
قلِّل من خطر التهاب الكبد. إن مشاركة الإبر وممارسة الجنس دون ارتداء واقٍ، يمكن أن يزيد من خطر إصابتك بالتهاب الكبد B وَC. اسأل طبيبك عن لقاحات التهاب الكبد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة