"شاكوش وسندة وزرجينة" عدة بسيطة وأنامل صغيرة عاندت الزمن رغم الإعاقة، وأبت أن تتواكل لتحفر فى الصخر من أجل الحصول على لقمة العيش دون التواكل واستجداء الرزق، مستعينا بالله وبما يملك من إرادة ليحقق المستحيل ويصبح أشطر سمكرى سيارات بمركز أشمون كله، ويذيع صيته إلى باقى المراكز بل إلى محافظات مجاورة تأتى بسياراتها إلية ليقوم بإصلاحها وإضفاء اللمسة الجمالية لها دون الحاجة إلى استبدال أجزاء من السيارة.
المعاناة
فى البداية الأسطى "محمد" أسطورة السمكرة وأشهر سمكرى بمركز أشمون، رغم أن الله خلقه من ضمن ذوى الهمم بأن أصبح من قصار القامة، إلا أنه حارب من أجل الحياة، منذ صغره ليلتحق بورشة سمكرة لتعلم المهنة رغم صعوبتها عليه، إلا أنه كان لديه حلم وطموح أن تكون له ورشة خاصة به، دون أن تعيقه الإعاقة.
الإعاقة ليست بالجسد
يروى الأسطى محمد، الخمسينى العمر، قصته قائلا: "الإعاقة بالعقل وليست بالجسد، وطالما أن العقل يفكر إذن فالإنسان قادر على العطاء"، مؤكدا أن إعاقة الجسد لم تعيقه يوما عن العمل، لافتا إلى أنه يعمل بالمهنة منذ 35 سنة، وأن إعاقته لم تؤثر على عمله، وأنه يستطيع العمل بكل الطرق والأدوات المساعدة له من أجل إنهاء عمله.
الأدوات المساعدة
وتابع الأسطى محمد أنه يستعين بكرسى أو برميل، للوقوف عليه للوصول إلى كل أجزاء السيارة المراد إصلاحها، مؤكدا أن الصنعة التى تعلمها تمكن من خلالها أن يصلح السيارة دون الحاجة إلى قطع أجزاء منها واستبدالها، وأنه يتمكن من الإصلاح بكل الطرق الممكنة للحفاظ على السيارة وعلى قيمتها.
مواعيد العمل
وأضاف الأسطى محمد أنه يبدأ عمله مع دقات التاسعة صباحا وحتى السادسة مساء، مؤكدا أنه لا يوجد مستحيل، معبرا بقوله: "مفيش حاجة صعبة"، وأنه قادر على إصلاح أى جزء بالسيارة، مشيرا إلى أن الأماكن المرتفعة بالسيارات هى التى تأخذ بعض الوقت للانتهاء منها.
رحلة تعلم الصنعة
وعن رحلة تعلمه الصنعة قال الأسطى محمد إنه تعلم الصنعة فى 5 سنوات، وكان طوال تلك المدة لا يتقاضى أى راتب وكان يعتمد على الإكرامية الوارد من أصحاب العربات، لافتا إلى أنه كان يتقاضى 30 جنيها فى الأسبوع عقب تعلمه الصنعة بعد 5 سنوات من العمل والتعلم، وكان وقتها متزوجا وينفق على أسرة بهذا الراتب.
أمنية حياته
وأضاف الأسطى محمد: "كانت أمنية حياتى أفتح ورشة، بعد معاناة من عشة إلى كرفان امتدت لسنوات طويلة، من تعب وكفاح"، حتى تمكن من بناء ورشتة التى يعمل بها حاليا، فى حلم تحقق بالتعب والكفاح، مطالبا جميع الشباب بعدم التواكل والسعى من أجل الحصول على لقمة العيش، لأن العمل والكسب الحلال أفضل شىء، معبرا بقوله: "الحمد لله ربنا بيرزقنى مش عاوز حاجة من الدنيا، وأنا واقف أهو وبشتغل وياريت الكل يشتغل ويسعى للقمة العيش".
الحلال أفضل شىء
وقال الأسطى محمد: "مفيش أحسن من الحلال لأن القرش الحلال هو اللى بيبقى"، مؤكدا ضرورة تحرى الرزق الحلال، لافتا إلى دور زوجته معه فى تعبه والحفاظ على ماله والتدبير معه حتى يتمكن من بناء ورشته حلم حياته لتتعاون معه فى سبيل بناء أسرة طيبة ليرزفهم الله بولدين وبنت.
وتقدم الأسطى محمد بمناشدة إلى اللواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية بأن يساعده فى توفير فرصة عمل مناسبة لابنه أحمد الذى يعانى أيضا من نفس إعاقة والده، بأن أصبح من ضمن قصار القامة، مشيرا إلى أنهم تقدموا بالعديد من الطلبات إلى كثير من الجهات للحصول على وظيفة لابنه ولكن دون أى رد.
اثناء-العمل--(2)
اثناء-العمل--(4)
الاسطى-محمد-اثناء-العمل--(1)
الاسطى-محمد-اثناء-العمل--(3)
الاسطى-محمد-اثناء-العمل--(4)
الاسطى-محمد-اثناء-العمل--(5)
الاسطى-محمد-اثناء-العمل--(7)
الاسطى-محمد-اثناء-العمل--(8)
الاسطى-محمد-اثناء-العمل--(9)
الاسطى-محمد-ومحرر-اليوم-السابع-(5)
الاسطى-محمد-ونجلة-أحمد--(3)
الاسطى-محمد-ونجلة-ومحرر-اليوم-السابع
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة