محمود عبدالراضى

دماء تحت عجلات الاستهتار

الخميس، 09 يونيو 2022 12:12 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

المطالع والمتابع لـ"صفحات الحوادث" المتخصصة، يجد أن حوادث الطرق تحجز مساحات كبيرة في الحوادث، معظمها يقف العنصر البشري وراء أسبابها، ما بين رعونة في القيادة "والاستهتار"، ليستمر نزيف الأسفلت.

لو وضعت بين يدك ـ الآن ـ عناوين فقط لحوادث الطرق التي جرت خلال الـ24 ساعة الأخيرة، لأُصبت بصدمة شديدة، لعل أبرزها "مصرع شابين بسبب انقلاب دراجة بخارية على طريق سريع".

ومن الحادث الأخير أتحدث، حيث "الموت الطائر"، أو "الموتسيكل" الذي يظهر لك فجأة وأنت تقود سيارتك، أو تجلس بجوار "نافذة الميكروباص" في سيارة أجرة، حيث تشاهد "الموتسيكلات" تتطاير حولك كالنحل، لا تتوقف ولا تهدأ، فتقع الحوادث، وتجري الدماء على الأرض.

لا أحدثك، عن "الميكروباصات"، التي يتسابق سائقيها على الطرق، ويتوقفون فجأة في منتصف الشوارع، ويسيرون فجأة، ويتجمعون لدى مطالع ومنازل الكباري والطريق الدائري فتتراص السيارات الأخرى خلفهم.

"سيارات النقل الثقيل" التي تصعد الدائري قبل الموعد المحدد لها، وتسير بـ"العافية"، وترعب من حولها، وتسبب في العديد من الحوادث.

كل هؤلاء يمثلون أرقاما حقيقية في حوادث الطرق، بـ"الاستهتار" بأرواح المواطنين، والعبث على الطرق، مما يزيد من نزيف الأسفلت.

الأمر جد خطير، فحوادث الطرق لن تتوقف حتى يتوقف هؤلاء الأشخاص عن سلوكياتهم الخاطئة، التي تحصد مزيد من الأرواح.

هذه السلوكيات الخاطئة من السائقين يقابلها "حسم وحزم"، وحملات مرورية على مدار اللحظة، تستهدف المخالفين، حيث نجح رجال المرور في غضون شهر واحد، في تحرير 753569 مخالفة مرورية متنوعة، وإجراء تحليل للكشف عن المواد المخدرة لـ 14038 من قائدي المركبات بالطرق، تبين إيجابية 641 سائق منهم.

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، وإنما لاحق رجال المرور مخالفات قائدي المركبات ممن يركبون أجهزة التنبيه الضوئية "الفلاشر" أو الصوتية "السارينة" الخاصة بمركبات الطوارئ والمحظور تركيبها أو استعمالها إلا على مركبات الطوارئ، حيث تم ضبط 4626 مخالفة أجهزة صوتية، و5707 مخالفة أجهزة ضوئية، و11423 مخالفة زجاج ملون بدون ترخيص، و12166 مخالفة ملصقات، و568 محل لبيع الأجهزة "الصوتية والضوئية" بمضبوطات "2853 أجهزة صوتية، و3478 أجهزة ضوئية، و3619 ملصقات مخالفة".

إذا، هناك جهود أمنية ضخمة لضبط المخالفين وحماية الأرواح على الطرق، لكن يبقى الحل في يد المواطن نفسه، بالالتزام وعدم الاستهتار، وحماية أرواح "من أحياها فكأنما أحيا الناس جمعيا".







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة