صدر العدد (69) لشهر يوليو 2022م من مجلة "الشارقة الثقافية"، التى تصدر عن دائرة الثقافة بالشارقة، وقد تناولت الافتتاحية أهمية النشر الإعلامى والثقافى، مؤكدة أنه يعكس صورة مشرقة وواضحة لمشروع الشارقة الثقافى، وللمشهد المحلى المرصع بالتنوع والبهاء، وهو يحظى باهتمام المبدعين والمثقفين العرب، حيث وجدوا فيه منبراً للتعريف بإنتاجهم الأدبى والفكرى، ومساحة للتعبير عن آرائهم وهمومهم ورؤاهم، ولذلك يأتى إصدار المجلات بمثابة خطوة جريئة، بعد توقف معظم المجلات الثقافية عن الصدور فى العديد من البلدان العربية، إذ بادرت الشارقة إلى ملء هذا الفراغ للحفاظ على هذا المنجز الإبداعى، كفرصة للتواصل بين الكتاب والقراء، وكأداة تسهم فى تعزيز القراءة. وهى اليوم تحظى بدعم كبير من حاكم الشارقة بشكل مباشر، ما يجعلها قادرة على الصمود والاستمرار، خصوصاً بتضافر وتكامل الجهود لوضع الخطط اللازمة، مما يسهم فى تحقيق رسالة الشارقة الثقافية وإيصالها إلى العالم.
أما مدير التحرير نواف يونس؛ فرأى فى مقالته (أمنا الأرض.. ضاقت بنا ذرعاً) أن الأرض صارت عاجزة عن مسايرة مطالبنا، وأنها لم تعد قادرة على تلبية حاجياتنا ورغباتنا، وسط ما نعيشه من تحديات، حيال التداعيات الكارثية للتغير المناخي، والتدهور البيئى، وانعكاسه على حياة وصحة وعمل ووجود الإنسان نفسه.
وفى تفاصيل محتويات العدد، تطرق يقظان مصطفى إلى أحد العلماء العرب والمسلمين وهو (الفارابى)، وكتب د. محمد صابر عرب عن النهضة العربية والفرص الضائعة، بينما توقف محمد العساوى عند مدينة (وليلى)، التى تعد واحدة من أقدم المدن الأثرية فى المغرب، وجال عمر إبراهيم فى مدينة بورفؤاد التى تتميز بجمالها العصري، أما حسن بن محمد فنقل لنا أجواء مدينة بورتسودان، التى تعد من أفضل وجهات الغوص فى العالم.
أمّا فى باب (أدب وأدباء) فتابع خليل الجيزاوى فعاليات ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي، حيث احتفى بكوكبة من المبدعين المصريين، وتناول مصطفى عبدالله السياق التاريخى والروائى فى ( ثلاثية غرناطة) لرضوى عاشور، وحاور خضير الزيدى الشاعر حميد سعيد، الذى أكد أنه يسير تحت الريح ويحلق بذكرياته، وكتب محمد محمد مستجاب عن الدكتور شاكر عبدالحميد، الذى بذل جهداً عظيماً فى نقل الثقافة العربية إلى المكانة التى تليق بها، وسردت أميرة المليجى سيرة فارس الأدب والشعر فى الكويت الأديب أحمد السقاف، فى رحلة نصف قرن من العطاء، وتوقف أحمد سليم عوض عند رائد الترجمة العربية منير البعلبكى صاحب (دار العلم للملايين)، وحاور هشام أزكيض المترجم والناقد عبدالواحد لؤلؤة، الذى تفرغ لترجمة مختارات من الأدب العربى إلى الإنجليزية، وسلطت عبير محمد الضوء على كتابات الأديب خليل السواحري، وحضوره المتميز فى الساحة الأدبية، وكتب زياد عبدالله عن الشاعر بول بولانسكى الذى يستدعى فى كتابه (قصائد اللكمات) كتّاباً مارسوا فن الملاكمة، ورصدت سالى على مبادرة بائع الحكمة على الرصيف وبين الناس، فيما استعرض محمد إسماعيل تجربة الروائى عادل كامل، الذى يعد من رواد الواقعية فى الإبداع العربي، وكتبت د. بهيجة إدلبى عن عبدالفتاح كيليطو حارس المعنى ومرايا الذات، وقدمت هبة الله إبراهيم إضاءة على إرث الأديب على إبراهيم وكتاباته العميقة، وبيّن السيد حافظ الصورة بين الأديب غير المستأنس والكتابة الصريحة، وأجرى ضياء حامد مقابلة مع الكاتبة اليونانية بيرسا كوموتسي، التى أكدت أن الترجمة جسر التواصل بين الثقافات، وقدم محمد زين العابدين إطلالة على من بلغوا المئة من أعلام الثقافة العربية، وتوقف عزت عمر عند رواية (عصفور من الشرق) لتوفيق الحكيم، حيث الوعى المبكر بأهمية حوار الحضارات وتفاعلها، فيما تناولت رؤى جونى القيم الأخلاقية والإنسانية فى أدب الطفل، واستذكر أحمد الأغبرى اللقاء الذى جمع نجيب محفوظ والبردونى وحوارهما الأدبي، ورصد د. فائز أحمد حمد تجليات المكان فى سرديات بثينة خضر مكي.
وفى باب (فن. وتر. ريشة) نقرأ الموضوعات الآتية: سامر الطباع.. ينزح نحو انكسارات الضوء– بقلم محمد العامري، (المسرح الملحمى الألماني) يلقى حجراً فى مياه المسرح العراقي– بقلم د. ضياء الجنابي، تايتانيك ملحمة إنسانية خالدة– بقلم عدنان كزارة، العصر الذهبى وعودة الصحافة السينمائية العربية – بقلم سامر محمد إسماعيل.
من جهة ثانية تضمّن العدد مجموعة من المقالات الثابتة، وفى باب (تحت دائرة الضوء) قراءات وإصدارات: (القرية السعيدة) بين تداخل الأجناس الأدبية وكسر أفق التوقع– بقلم مصطفى غنايم، الهوية السردية فى الرواية العربية– بقلم أبرار الآغا، المنهجية وتحديات العصر– بقلم د. عبدالعزيز بودين، جدلية السرد والتخييل.. (مرآة الصمت) لأيوب مليجي– بقلم رشيد الخديري، (جدلية المقاصد والقرائن) فى الفكر اللغوى العربي– بقلم انتصار عباس، (الأيك فى المباهج والأحزان) لـ عزت القمحاوي– بقلم عاطف عبدالمجيد، زكى نجيب محمود.. (مع الشعراء)– بقلم نجلاء مأمون، صورة شعرية مفعمة بالوجع والبوح للشاعرة آلاء القطراوي– بقلم زمزم السيد.
وأفرد العدد مساحة للقصص القصيرة والترجمات لكوكبة من الأدباء والمبدعين العرب، وهي: عبدالحميد بوحسين (كعازف جاز من نيوأورليانز) قصة، (كعازف جاز من نيوأورليانز) فن الحزن المقيم - نقد / بقلم د. سمر روحى الفيصل، جيهان محمد إبراهيم (فتاة البحر والورقة الملونة) قصة قصيرة، الأزهر ساكر (الموناليزا.. مرة أخرى) قصة قصيرة، د. أمانى محمد ناصر (عدو الداخل) قصة مترجمة، إضافة إلى (أدبيات) فواز الشعار، وتراثيات عبدالرزاق إسماعيل، تضمنت جماليات اللغة وقصائد مغناة وواحة الشعر وينابيع اللغة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة