فى حارة ضيقة بقرية كفر الخليج بمركز شربين التابعة لمحافظة الدقهلية، يتبدد الظلام واليأس بنور بطل صغير همام، يحلق كطير سلام برشاقة وأناقة وخفة، ينثر ببريقه أحلام وآمالا تشدو تفوقا ونجاح، يأسرك بمثابرته وطموحه وهو يمارس هوايته بروح تحيا بالإصرار والعزيمة والأمل، فبساق واحدة وعكازين يداعب كرته بشغف وحماس، ليجعلك لا تملك إلا أن تقف له فخرا واعتزاز.
"الحريف الطائر".. هكذا لقب البطل الملهم عمر أيمن صاحب الـ13 عاما، بعدما خطف الأنظار بمهاراته الكروية المميزة، ونجح بإرادته وعزيمته أن يتحدى إعاقته الحركية التى لازمته منذ ولادته ويحترف لعب كرة القدم، الرياضة التى طالما عشقها وحلم أن يمارسها فى أكبر الأندية الرياضية، رافعا شعار "لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس" ليكن مميزا دائما وأبدا، فبعزيمة وإرادة صلبة نستطيع قهر المستحيل ونصنع المجد ونخلق من قلب المعاناة حياة.
الحريف-الطائر
وبينما تتعالى نغمات التصفيق وأهازيج التشجيع وهى تهتف له "يعيش البطل"، وهو يبارى زملائه ويراوغهم يمينا ويسارا ويهرول محلقا بساق واحدة وعكازين خلف كرته بعزيمة وإرادة من حديد، قال عمر أيمن لـ"اليوم السابع"، إنه مارس كرة القدم منذ أن كان فى السابعة من عمره، حيث دفعه حبه لها ورغبته فى احترافها لتعلم مهاراتها وحده معتمدا على عكازه، مشيرا إلى أنه نجح بعزيمته وإرادته ودعم وتشجيع أسرته له أن يتخطى كل ما واجهه من تحديات وصعوبات، وما يتردد على مسامعه من المحبطين والمتنمرين، ويحترف الرياضة التى يحبها ويجد ذاته فيها.
الحريف-الطائر-عمر-أيمن
وتابع أن ولادته بساق واحدة لم تمنعه من لعب كرة القدم، فمارسها منذ طفولته ومازال يمارسها مع أصدقائه وزملائه فى حارتهم، متكئا على عكازه الذى كان وسيلته التى نجح من خلالها أن يتدرب ويتمرن على اللعب ويطور من مهاراته وقدراته، ويواصل طريقه نحو التفوق الكروي، كما أنه يعتمد على نفسه بشكل أساسى فى الذهاب والرجوع من المدرسة التى يواظب على الذهاب إليها ليحقق حلمه فى التفوق والنجاح ليصبح مهندسا معماريا، مشيرا إلى أن والداه كانا أساس نجاحه وتفوقه وتخطيه الكثير من الصعاب، حيث يشجعانه دوما على ممارسة كرة القدم ويدعمانه ليمارس هوايته مع الأطفال فى شوارع قريته والتدريب فى ملعب القرية ويوفران له عكازا جديدا كل شهر ليتمكن من مواصلة ممارسته لرياضته المفضلة.
الحريف-الطائر-بمحافظة-الدقهلية
"مفيش حاجة صعبة بالإرادة نقدر نحقق أحلامنا ونصنع المستحيل".. بهذه الكلمات تابع "عمر" حديثه، مشيرا إلى أنه يعشق كرة القدم، فبالنسبة له المتنفس الذى يجد فيها ذاته وكيانه، يمارسها بحب وشغف، موضحا أن لعبه لكرة القدم يخلق بداخله شعورا بالسعادة والفرح، والنجاح والتميز، ويولد لديه دافعا وقوة تمكنانه من تخطى ما قد يعانيه من تعب وألم نتيجة ضغطه على ذراعيه أثناء اللعب، وما يحمله من أثقال كثيرة، فضلا عما يسمعه من بعض المتنمرين من استهزاء وتقليل من قدراته ومواهبه، مؤكدا على أن إصراره يزداد يوما بعد يوم لتطوير إمكانياته ومهاراته، وحلمه يتجدد كل يوم فى اللعب ضمن صفوف النادى الأهلى والوصول للعالمية.
بساق-واحدة-وعكازين-عمرأيمن-يلعب-كرة-القدم
وأكد أنه نجح فى أن يصنع لنفسه شعبية كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعى ويصبح من المشاهير، بعد أن قام بنشر عدد من اللقطات والمشاهد المصورة التى تظهر مهاراته وإمكانياته الكروية وهو يلعب ويراوغ بالكرة محتضنا عكازه، حتى حظى بفرصة اللعب ضمن فريق البراعم للاحتياجات الخاصة فى نادى مصر المقاصة، إلا أن طبيعة التدريب أسبوعيا وطول المسافة من الدقهلية للقاهرة وما تتكبده الرحلة من تكاليف تعبأ بها أسرته منعته من عدم المواصلة والاكتفاء باللعب فى شوارع وملعب قريته، مشيرا إلى أنه يحلم بأن يحصل على دعم كامل يمكنه من السفر للقاهرة ويحظى بفرصة تدريب فى أحد الأندية الرياضية الكبيرة ليحقق حلمه فى الوصول للعالمية، ومقابلة الكابتن محمد صلاح، فضلا عن أمله فى توفير طرف صناعى جيد الصنع يمكنه من اللعب والحركة ومباشرة حياته بشكل طبيعي.
عمر-أيمن-بطل-صغير-يمارس-شغفه-بكرة-القدم-بساق-واحدة-وعكازين
عمر-أيمن-حريف-يصنع-المعجزات
عمر-أيمن-لاعب-كرة-قدم-يجذب-الأنظار-بمهاراته-الكروية-المميزة
عمر-أيمن-يحترف-كرة-القدم-بمحافظة-الدقهلية
عمر-أيمن-يلعب-كرة-القدم-بساق-واحدة
مراوغة-عمر-أيمن-لأصدقائه
مهارات-عمر-أيمن-الكروية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة