نزعت النهاية الكارثية للإمبراطورية الرومانية فى الغرب السمات الأساسية لها، فلم يكن من الممكن التعرف على خريطة أوروبا عام 500 لأى شخص عاش قبل ذلك بمئة عام.
وقد كتب المؤرخ الفرنسى أندريه بيجانيول وفقا لموسوعة world history: "الحضارة الرومانية لم تمت موتًا طبيعيًا، لقد اغتيلت"، وهو هنا يقصد نهاية عصر التفوق العسكرى الرومانى الطويل بهزيمة وموت الإمبراطور الرومانى فالنس على يد القوط فى معركة أدريانوبل عام 378، وقد كان فالنس صبورًا جدًا فيما يتعلق بانتظار التعزيزات من شقيقه الإمبراطور جراتيان غير أن ذلك لم يحدث أبدا.
لكن تحلل الإمبراطورية بدأ فعليا عندما منح الإمبراطور كركلا عام 212 ميلادية الجنسية الرومانية لجميع الذكور البالغين الأحرار المقيمين فى الإمبراطورية ففقدت الخدمة العسكرية الجاذبية التى كانت تتمتع بها، فحتى ذلك الوقت كان الكثير من الرجال مستعدون للانضمام للجيش لمدة 25 عامًا من أجل الحصول على الجنسية الرومانية لذلك كان على الجيش أن يبحث عن أماكن أبعد لجلب المجندين باستقدام "البرابرة'' من خارج الإمبراطورية الرومانية، الذين لم يكن لديهم نفس الولاء لروما.
فى عام 410، تم نهب روما من قبل القوط وهى المرة الأولى التى يتم الاستيلاء عليها منذ سنة 390 قبل الميلاد حتى أعرب اللاهوتى جيروم عن أسفه قائلاً: "إذا كانت روما يمكن أن تهلك، فماذا يمكن أن يكون آمنًا؟".
ويمثل عام 476 النهاية الرسمية للإمبراطورية الرومانية فى الغرب لكن اسم آخر إمبراطور غربى رومولوس أوغسطس لا يزال يحمل سحرًا معينًا، حيث يجمع بين اسم مؤسس روما الأسطورى الذى يحمل اسم روما مع اسم مؤسس روما المعاد تأسيسها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة