رغم أن مصر قررت استضافة قمة المناخ "Cop27 " في مدينة شرم الشيخ خلال نوفمبر المقبل، باعتبارها المدينة السياحية الأشهر في مصر في الوقت الحالي، إلا أن العاصمة الإدارية الجديدة تعد أول وأكبر مدينة خضراء في الشرق الأوسط، تطبق كافة معايير الاستدامة والحفاظ على البيئة، وهو ما يتواكب مع استراتيجية مصر لتحقق أهداف التنمية المستدامة لتواكب العالم في معايير الاستخدام الأمثل للموارد والحفاظ على البيئة .
فالعاصمة الإدارية بالرغم من أنها ما زالت تحت الإنشاء ولم تسكن بعد من قبل المواطنين، أو تشهد بدء أنشطة أو فعاليات حقيقية تتعلق بالبورصات والبنوك وخلافه، إلا أنها تمثل المدينة الوحيدة التي حصلت على إشادات دولية واسعة من مختلف دول العالم منذ وضع حجر الأساس لها وحتى الان، نظرا لحجم المشروعات التى تتضمنها، فضلا عن معدلات التنفيذ غير المسبوقة والتى حصلت فى وقت قياسى، ومن المقرر أن تكون العاصمة الإدارية مدينة مختلفة فى كل ما تتضمنه، بحيث ستكون أول مدينة خضراء فى مصر وتحتوى على نماذج عمرانية مختلفة، ولأول مرة يكون نصيب الفرد من المساحات الخضراء يصل لـ15 مترا مربعا.
ولا شك أن إنشاء أطول محور أخضر فى العالم، وتخصيص نصيب الفرد من المسطحات الخضراء والمفتوحة 15 مترا مربعا، يؤكد أن العاصمة الإدارية مدينة عالمية على أرض مصرية، وهو ما أكدته عدد كبير من الصحف العالمية، ووصفت ما يحدث داخل العاصمة الإدارية ومدن الجيل الرابع بالطفرة العمرانية غير المسبوقة.
وتنفيذ العاصمة الإدارية بتلك المعايير يؤكد صواب رؤية الحكومة وقدرتها على مواكبة الفكر العالمى، فالعاصمة الإدارية هي أول مدينة خضراء يبلغ نصيب الفرد فيها من المسطحات الخضراء والمفتوحة 15متر مربع ، وهى تمثل أعلى من المعايير العالمية لجودة الحياة، كما أنها مدينة مستدامة، تستخدم محددات الاستدامة فى الطاقة وتدوير المياه والمخلفات، حيث تعتمد فى 60 % من طاقتها على المصادر المتجددة، بالإضافة إلى أنها تعالج 100 % من المياه المستخدمة وتستخدم هذه المياه فى رى 100 % من الحدائق والمزروعات بها، بالإضافة إلى أنها مدينة للمشاة ، حيث تتصل أحياء المدينة من خلال شبكة ممرات للمشاة والدراجات بحيث تخصص 40 % من شبكة الطرق بها لهذ الغرض.
ولعل منظومة المخلفات الجديدة المقرر أن تطبق في العاصمة الإدارية الجديدة ، مثال حقيقى على أن هذا المشروع الأكبر على مستوى الشرق الأوسط، هو أفضل مثال لتحقيق استراتيجية مصر 2030 لتحقيق التنمية المستدامة، فهذه المنظومة تعد واحدة من أعظم النظم على مستوى العالم العربي لاستخدامها تقنيات حديثة والكترونية، تركز على تقديم خدمة ذكية للمخلفات، حيث يتم رفع كفاءة المجمع السكنى والتجاري بنطاق الخدمة بنسبة 100%.، كما تحقق النظافة للشوارع المنتشرة في العاصمة الجديدة بكافة أنواعها وفئاتها المختلفة بنسبة 100 % على مدار اليوم من نظام "كنس وغسيل للشوارع آلي وذكى"، وهو أمر لم تشهده مصر من قبل في أي مجمع سكني مهما كان تطوره.
فما يحدث داخل العاصمة الإدارية وغيرها من المشروعات الكبرى التي تنفذ في ربوع محافظات مصر يؤكد أن الاقتصاد المصرى شهد خلال السنوات الأخيرة تحولا كبيرًا نحو الاقتصاد الأخضر، الذي يضم قطاعات متنوعة، تساهم بشكل كبير فى ترشيد الاستهلاك والحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة، مع الاستفادة من الطاقة الجديدة والمتجددة لتحقيق حياة أفضل، وفقا للمعايير الدولية وأهداف التنمية المستدامة كما يحافظ على البيئة من خلال تقليل الانبعاثات والحد من الوقود التقليدى.