استضاف لبنان في عاصمته بيروت، اليوم السبت، الاجتماع التشاورى الثالث لوزراء الخارجية العرب، برئاسة وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب، الذي تترأس بلاده مجلس وزراء الخارجية العرب، وذلك بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
وألمح أبو الغيط إلى أهمية التوقيت الذى يُعقد فيه الاجتماع، متمنيا أن تحقق القضايا التي طُرحت في الاجتماع تفاعل عربي واتفاق على خطوات للمستقبل.
قضايا ملحة
تناول الاجتماع العديد من القضايا المهمة على الساحتين الإقليمية والدولية، من بينها الحرب الأوكرانية وتداعياتها على المنطقة، أيضا تناول النقاش تأثير تهديد المجاعة في الصومال على المنطقة وتم بحث هذا الأمر، وفى هذا الصدد علق الأامين العام للجامعة العربية قائلا:"لدينا بعض الأفكار في مساعدة الشعب الصومالي"، لافتا إلى أنه تم مناقشة ملف القضية الفلسطينية في ظل التحركات الإسرائيلية والأمريكية، وهل هناك مقاربة جديدة أو نقترب من القضية الفلسطينية بأسلوب جديد.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية اللبناني، أن الاجتماع التشاوري لا يخرج عنه اتفاقات لأن النقاشات غير معلن عنها، موضحا الاجتماع أن جيد ومعقول، والحضور في هذا التوقيت إلى لبنان في ظل ظروفه الاقتصادية بالغة الصعوبة، وهى رسالة من الدول العربية لدعم الاستقرار ومساندة لبنان في كل المساعي والمفاوضات مع البنك الدولي، والدعم معنوي من خلال دعم لبنان لأن الجامعة العربية لا تقدم غاز أو كهرباء.
أوضاع الشعب اللبنانى
ومن جانبه، قال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب، إن الاجتماع التشاوري جرى في لبنان باعتباره رئيسا حاليا للمجلس الوزاري العربي، ومخصص لمناقشة التطورات والتحديات التي تواجهها المنطقة والعالم، وأضاف أن النقاشات كانت شفافة وشهدت تبادل الآراء من أجل الوصول لمزيد من التقارب حيال العديد من قضايا المنقطة، ومنها دعم الدولة اللبنانية ومؤسساتها، حيث تم التطرق إلى الأوضاع الصعبة التي يعيشها الشعب اللبناني، ومناقشة اعتماد مقاربة جديدة لموضوع النازحين السوريين، ومناقشة مختلف الأزمات، بالإضافة إلى القضية الفلسطينية، وانعقاد القمة العربية في الجزائر، والحديث عن الأمن الغذائي والأزمة في الصومال، تبني تقدم الدعم اللازم لتخفيف معاناة الشعب والتأكيد على رفض تسييس المنظمات الدولية على خلفية الحرب في أوكرانيا.
سيادة لبنان
وفى سياق متصل، جدد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي، تأكيد التزام بلاده بتنفيذ كافة قرارات مجلس الأمن الدولي وقرارات الجامعة العربية، بما يرسخ سياسة النأي بالنفس تجاه اي خلاف عربي وبسط سيادة الدولة على كامل أرضها، ومنع الإساءة إلى الدول العربية أو تهديد أمنها.
ودعا ميقاتي الأشقاء العرب وخاصة في دول مجلس التعاون الخليجي إلى احتضان لبنان وشعبه الشقيق وخاصة في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه، مؤكدًا أن اجتماع وزراء الخارجية العرب يأتي في مرحلة حافلة بالتحديات السياسية والدبلوماسية التي تمر بها الدول العربية والعالم ككل، كما تترافق مع ما وصفه بتفلت القوة ونشوء نزاعات اقليمية واستمرار أخرى، مما يلامس بحق انهيار النظام الدولي الذي نعرفه، من دون أن تتبلور ملامح توازن قوى أو نظام جديدين.
وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية إن دول المنطقة بموقعها وامكاناتها هي في قلب هذه التحولات الدولية بنسب متفاوته، مشيرًا إلى أن أخطر تأثيرات الحرب الجارية في أوكرانيا انعدام الأمن الغذائي الحاد في كثير من الدول العربية ومنها لبنان، بفعل الاضطراب في واردات الحبوب والمواد الغذائية، داعيًا إلى عدم اغفال انهيار الأوضاع الاقتصادية وارتفاع مستويات الفقر واستمرار ارتفاع معدلات اللجوء والنزوح.