سجلت درجات الحرارة أرقاما قياسية في الأيام الأخيرة بعدة دول أوروبية، خاصة في إسبانيا والبرتغال والمملكة المتحدة وفرنسا.
حيث دمر حريق مدفوع بالحرارة عدة سيارات في بلجيكا، وأجبرت حرائق الغابات فى فرنسا والبرتغال وإسبانيا واليونان آلاف الأشخاص على إخلاء منازلهم، وعلى الرغم من أن الأرقام الرسمية لا تزال غير معروفة، فإن عدد القتلى يُقدر بأنه مرتفع.
وحذر عدد من الخبراء أن موجات الحرارة أصبحت أكثر تواترا وشدة وأطول أمدا بسبب تغير المناخ الناجم عن النشاط البشري، و قالت وزيرة البيئة الألمانية شتيفي ليمكي إن أزمة المناخ تعني أن بلدها وأوروبا سيتعين عليهما إعادة التفكير في استعداداتهما للطقس شديد الحرارة والجفاف والفيضانات.
وتصدرت آثار تغير المناخ في أوروبا عناوين الصحف في وقت سابق من هذا الشهر عندما تسبب ذوبان الجليد في انهيار جليدي أدى إلى مقتل 11 شخصًا في إيطاليا. الآن ، حذر الخبراء من أن شقوقًا جديدة تنفتح في قمم جبال الألب وأن الجليد يذوب حتى في أعلى جبل في أوروبا الغربية.
ولكن لماذا تأثرت أوروبا بموجات الحر؟
قال عدة خبراء أن تغير المناخ يتزايد وتيرته وشدته بمعدل أسرع في أوروبا ،عن أي مكان آخر في الكوكب، وهذا يعود إلى انتشار نسبة كبيرة من انبعاثات الكربون والغازات الآخرى ، التي تحبس الحرارة ، لذلك فإن درجات الحرارة بدأت في الارتفاع.
ولكن بالإضافة إلى ذلك، هناك عوامل أخرى ، بعضها يتعلق بدورة الغلاف الجوي والمحيطات ، يمكن أن تجعل من أوروبا نقطة ساخنة لموجات الحر.
وقال كاي كورنهوبر الباحث في مرصد لامونت دوهرتي "تتعرض بعض الدول مثل البرتغال لظاهرة تعرف باسم "المنخفض المعزول" في مصطلحات الأرصاد الجوية، حيث تميل مناطق الضغط المنخفض إلى سحب الهواء نحوها. في هذه الحالة ، تقوم منطقة الضغط المنخفض بسحب الهواء بشكل مطرد من شمال إفريقيا إلى داخلها وإلى أوروبا".
وجد الباحثون أن العديد من موجات الحرارة الأوروبية حدثت عندما انقسم التيار النفاث مؤقتًا إلى قسمين ، تاركًا منطقة من الرياح الضعيفة والهواء عالي الضغط بين الفرعين ، مما يؤدي إلى تراكم الحرارة الشديدة.
قالت إيفي روسي ، عالمة بارزة في معهد بوتسدام لأبحاث المناخ في ألمانيا في دراسة أجرتها ، إن موجة الحرارة الحالية يبدو أنها مرتبطة بـ "نفاثة مزدوجة" قالت إنها كانت تحدث فوق أوروبا خلال الأسبوعين الماضيين. .. وقال روسي إن هذا يمكن أن يؤدي إلى تكوين منخفض معزول ، وكذلك منطقة رياح ضعيفة فوق أوروبا سمحت للحرارة بالاستمرار.
وارتفعت درجة حرارة العالم بالفعل بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية العصر الصناعي وستستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تقم الحكومات في جميع أنحاء العالم بإجراء تخفيضات جذرية في الانبعاثات.
التيارات النفاثة
لكن وراء هذا السلوك ظاهرة أخرى في الغلاف الجوي تسببت في ارتفاع التيارات الحرارية بشكل كبير باتجاه أوروبا، فهو مرتبط بسلوك التيار النفاث ، وهو نوع من "النهر الجوي" الذي يتدفق بسرعة من الشرق إلى الغرب على ارتفاعات عالية في نصف الكرة الشمالي، خلال الأسبوع الماضي ، سيطرت على التيار النفاث في أوروبا وأمريكا الشمالية نتوءات قوية من الضغط العالي ، تُعرف أيضًا باسم قباب الحرارة.
والتيارات النفاثة هي عبارة عن تيارات هوائية ضيقة سريعة الحركة حيث تكون سرعتها أكثر من ۹۰كم/ ساعة، توجد في أعلى طبقة التروبوسفير مباشرة تحت طبقة التروبوبوز، كما تتكون التيارات النفاثة فوق مناطق الجبهات الهوائية؛ ذلك لأنها المناطق التي يكون فيها التباين الحراري شديداً خلال مساحة صغيرة، مما يؤدي ذلك إلى هبوب رياح قوية وشديدة السرعة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة