يحاول الملايين من كبار السن إدارة الغدة الدرقية الخاملة بالأدوية اليومية، لكن دراسة جديدة تشير إلى أنهم قد يظلون عرضة للإصابة بالخرف مع تقدمهم فى العمر، بحسب ما نشر موقع "health".
ووجد الباحثون، فى الدراسة المنشورة فى مجلة Neurology، أنه من بين أكثر من 15 ألف من البالغين التايوانيين الأكبر سنًا، كان أولئك الذين عولجوا من قصور الغدة الدرقية أكثر عرضة للإصابة بالخرف.
يحدث قصور الغدة الدرقية عندما لا ينتج الجسم ما يكفى من هرمونات الغدة الدرقية التى تتحكم فى عملية التمثيل الغذائى، ويمكن أن يتسبب هذا النقص فى الإنتاج فى مجموعة من الأعراض، بما في ذلك التعب وعدم تحمل البرد والإمساك وآلام الجسم والاكتئاب وزيادة الوزن.
وتشير الدراسات إلى أن تراجع هرمونات الغدة الدرقية قد يؤدى أيضًا إلى إضعاف مهارات التفكير لدى الشخص - بطريقة يمكن عكسها باستخدام أدوية الغدة الدرقية.
وقال الباحث الدكتور شين هسيانج ونج، من كلية ألبرت الطبية بجامعة براون في الولايات المتحدة الأمريكية "وجدنا أنه بالنسبة للمرضى الذين يعانون من قصور الغدة الدرقية الذين يحتاجون إلى أدوية، فإن خطر الإصابة بالخرف كان أعلى بكثير".
وشدد على أنه من الصعب معرفة السبب ولا يمكننا أن نقول إن قصور الغدة الدرقية يسبب الخرف، بالإضافة إلى ذلك، فإن الغالبية العظمى من مرضى الخرف في الدراسة ليس لديهم تاريخ من قصور الغدة الدرقية المشخص: أقل من 1% منهم كانوا كذلك.
ومع ذلك، قال وينج إنه من المفيد معرفة أن كبار السن المصابين بقصور الغدة الدرقية - لأي سبب - قد يكون لديهم احتمالية متزايدة للإصابة بالخرف وبهذه الطريقة يمكن للمرضى والأطباء البحث عن العلامات المحتملة لتدهور الذاكرة والتفكير مبكراً.
وأوضح وينج: "أردنا أن نجعل الأطباء يعرفون أن قصور الغدة الدرقية قد يكون أحد عوامل الخطر".
تستند النتائج إلى السجلات الطبية لأكثر من 15 ألف من كبار السن، نصفهم مصاب بالخرف و تمت مقارنة كل من هؤلاء المرضى مع مريض خالي من الخرف من نفس الجنس والعمر.
ووجدت الدراسة أنه من بين مرضى الخرف، كان 0.9% لديهم تاريخ من قصور الغدة الدرقية، مقابل 0.4% ممن لا يعانون من الخرف.
من بين المرضى الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر، كان الأشخاص الذين لديهم تاريخ من قصور الغدة الدرقية أكثر عرضة بنسبة 81% للإصابة بالخرف.
كان الاختلاف أكبر عندما نظر الباحثون إلى المرضى الذين تم إعطاؤهم أدوية بديلة للهرمونات للحالة: كانت مخاطر الإصابة بالخرف أعلى بثلاثة أضعاف، مقارنة بالأشخاص الذين لا يعانون من قصور الغدة الدرقية.
وأضاف وينج "لا نعتقد أن لها علاقة بالدواء نفسه لكن نعتقد أن استخدام الأدوية هو علامة على قصور الغدة الدرقية الأكثر حدة".
وكشفت الدراسة عن عدم وجود علاقة بين خطر الإصابة بالخرف وفرط نشاط الغدة الدرقية.
وقال الباحثون إن بعض الدراسات الحديثة فحصت ما إذا كان هرمون الغدة الدرقية المسمى T3 قد يكون مرتبطا بعمليات بيولوجية في مرض ألزهايمر.
يبدو أن الهرمون ينخفض مع تقدم العمر، وقد يؤدي انخفاض مستويات T3 إلى تعزيز إنتاج بيتا أميلويد- وهو بروتين يتراكم في أدمغة الأشخاص المصابين بمرض ألزهايمر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة