منذ عدة أيام وفى خبر سار أعلنت مؤسسة "حياة كريمة" التكفل بترميم منزل كوكب الشرق أم كلثوم فى قرية طماى الزهايرة بالدقهلية.
وجاء على لسان آية عمر القمارى رئيس مجلس أمناء المؤسسة أن أم كلثوم قيمة وقامة وجزء من التراث المصرى كما أن مبادرة حياة كريمة لا تقتصر على رفع مستوى المعيشة والتحسن الاقتصادى والاجتماعى فقط، بل تحافظ على التراث الحضارى والثقافى المصرى.
استجابة مبادرة "حياة كريمة" لترميم منزل كوكب الشرق تمهيدا لتحويله إلى متحف جاءت بعد أن بحت أصوات عشاقها ومريديها من العامة والمفكرين والأدباء للحفاظ على المتبقى من المنزل الريفى، الذى ولدت وتربت فيه أم كلثوم حتى سنوات صباها وقبل انتقالها إلى القاهرة، فالمنزل بناه والدها الشيخ إبراهيم وعاشت فيه "الست" لمدة 15 عاما، ثم انتقل المنزل لشقيقها الشيخ خالد.
فى الحقيقة فقرية طماى الزهايرة مسقط رأس كوكب الشرق تفتقر إلى أية علامة إرشادية تدل حتى على اسمها والمؤلم أن اسم أم كلثوم غاب عن كل شيء فى مسقط رأسها فلا مدرسة أو مستشفى أو مركز ثقافى أو أى مشروع يحمل اسمها فى القرية باستثناء عزبة أم كلثوم وهى منطقة مجاورة للقرية كانت تملكها أم كلثوم باع الجزء الأكبر منها بعض ورثتها وأزيلت استراحتها منها، والغريب أن أبناء القرية يذكرون أن إسرائيل أطلقت اسم أم كلثوم على أحد شوارعها.
ومنذ عدة سنوات تهدم بيت أم كلثوم ولم يتبق منه سوى غرفتين ولم يفكر أحد فى شراء البيت وترميمه وتحويله إلى متحف سواء من أهلها أو من الدولة، وأعاد ذلك للذاكرة المصرية سنوات غير محببة من السبعينات عندما تم هدم فيلا أم كلثوم فى حى الزمالك وبيعها لمستثمر عربى وبناء فندق مكانها.
المبادرة التى أعلنتها "حياة كريمة" عيد ايقاظ الحس الوطنى والحلم فى مشروع قومى لتحويل منازل وبيوت الزعماء والمشاهير فى ربوع مصر إلى متاحف تذكر الأجيال الحالية والقادمة بتاريخ هؤلاء الذى هو جزء أصيل فى تاريخ مصر
وكما أعلنت المؤسسة بأن ترميم منزل أم كلثوم سيتم بالتنسيق بين الجهات المعنية على رأسها مجلس الوزراء، بالإضافة لوزارة الثقافة، وإعداد الدراسة اللازمة والرؤية الهندسية لترميمات المنزل. كما أعلنت المؤسسة أنها ستعمل على ترميم منزل الزعيم الراحل، جمال عبد الناصر، فى قرية بنى مر بمحافظة أسيوط فى مركز الفتح بقرية بنى مر، بمناسبة الذكرى الـ70 لثورة 23 يوليو المجيدة.
وقد اندهشت من بيان للمهندس عبد الحكيم عبد الناصر ابن الزعيم الراحل من تحفظه على مبادرة "حياة كريمة" لترميم منزل بنى مرة من منطلق أن المبادرة تعمل لصالح المحتاجين والقرى الفقيرة وهذا صحيح فى جزء منه، لكن أيضا فان من أهداف المؤسسة أيضا الحفاظ على التراث والاهتمام به وحماية كل ما يحمل قيمة فنية أو ثقافية أو تراثية، سواء كان ذلك مبنى أو معنى، فلا يقتصر عملها فقط على الارتقاء بحياة المواطن بل أيضا تهتم بالارتقاء بالتراث.
والأمل الأن فى مشروع قومى يشمل ترميم بيوت ومنازل رموز مصر من الزعماء السياسيين والعسكريين والأدباء والفنانين بالتنسيق مع وزارة الثقافة وهيئة التنسيق الحضارى التى كانت قد أطلقت مبادرة "عاش هنا" لتوثيق بيوت المشاهير عن طريق لوحات معدنية بهدف توثيق الأماكن التى عاش فيها المشاهير ونشر الوعى بقيمة تلك العقارات والذين عاشوا فيها وهى مبادرة رائعة لكنها وحدها لا تكفى فالمراد والحلم يفوق ذلك وهو الحفاظ على تلك العقارات من البيع أو الهدم وترميمها وتحويلها إلى متاحف حتى لو كانت متاحف صغيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من تراث وتاريخ الماضى وتاريخ الوطن والحفاظ على الوعى المجتمعي.
البداية مهمة فى مبادرة "حياة كريمة" ولكن المشوار مازال طويلا، فعلى ذكر أم كلثوم هناك منزل أحمد رامى الذى يستغيث لإنقاذه، وقصر رفاعة الطهطاوى فى سوهاج وقصر مكرم عبيد فى قنا.. والبيوت كثيرة وكثيرة جدا.. ولا يبقى إلا أن نوجه التحية لمبادرة "حياة كريمة" على مشروعها للحفاظ على التراث.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة