انتظر المصريون منذ ما يقرب من 70 عاما تحقيق حلم كاد أن يكون مستحيل، لولا وجود إرادة سياسية وطنية لا تخشى إلا الله، ولا تلتفت إلا لمصلحة هذا الوطن، الحلم الذى انتظره ملايين المصريين لتنفيذ حلم "الضبعة".
وتمكنت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة بقيادة الدكتور محمد شاكر من إيقاف كافة المحاولات للتشكيك فى عزم مصر على تنفيذ برنامجها النووي الاول لتوليد الكهرباء بقدرة 4800 ميجا وات بمنطقة الضبعة بعد أن أطلقت إشارة البدء فى الصبة الخرسانية الاولي الخاصة بالمفاعل النووي الاول بقدرة 1200 ميجا وات منذ اسبوع تقريبا.
هذا الحدث الذى يعد مهما فى تاريخ المصريين، كان من المتوقع أن يكون بمثابة عرس يفرح به كل مصرى بتحقيق حلمه النووى ويفتخر بحكومته التى واجهت تحديات كبيرة، لتنفيذ هذا المشروع الذى لم يكن ليتحقق لولا وجود إرادة سياسية وطنية، ولكن الحدث الأهم فى تاريخ هذا الوطن مر فى صمت تام وللأسف لم يعلم به المواطن.
الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، يعتبر من أنجح الوزراء الذين تولوا هذه الوزارة، واستطاع أن يحقق إنجازات أطلق عليها الخبراء الأجانب في هذا المجال بأنها مستحيلة وغير مسبوقة في تاريخ الكهرباء، ولكن الدكتور شاكر يحب دائما أن يعمل فى صمت، وعدم إظهار إنجازات القطاع بوسائل الإعلام، الأمر الذى جعل الجميع يتساءل كيف يتم إطلاق إشارة البدء فى الصبة الخرسانية الأولى للمحطة النووية بالضبعة دون أى تواجد لوسائل الإعلام، رغم أن قيادات الوزارة وهيئة المحطات النووية شهدوا احتفالا كبيرا بهذا الحدث، ولكنهم اكتفوا بإرسال بيان إعلامى بكلمة الوزير ثانى أيام الاحتفال.
لأول مرة منذ تولى أن تولى الدكتور محمد شاكر الوزارة أختلف معه، خاصة وأن المصريين من حقهم أن يفرحوا بتحقيق الحلم النووى المصرى الذى تحقق على يد قيادة سياسية وطنية ووزير ناجح من الدرجة الأولى لا يمكن أن يختلف على نجاحه وما حققه لهذا الوطن فى مجال الكهرباء و الطاقة المتجددة.
ورغم الإنجاز التاريخي الذي تحقق على أرض الضبعة، إلا أن هناك عتابا للدكتور محمد شاكر الذى تربطنى به معزة خاصة، وتقديرى لنجاحه غير المسبوق، والدكتور أمجد الوكيل رئيس هيئة المحطات النووية، من منطلق الحرص على نقل المعلومة، وإشراك المواطن بكل شفافية فى إنجازات بلده، على عدم توجيه الدعوة لوسائل الإعلام المصرية الوطنية للمشاركة فى مراسم إطلاق إشارة البدء للضبعة حتى يتمكن المواطن من مشاهدة هذا الحدث التاريخي، خاصة وأن الإعلام المصرى حرص طوال مدة التجهيز لبد أعمال التنفيذ على عدم إثارة البلبلة وساهمت بشكل كبير فى زيادة القبول المجتمعى للبرنامج النووي الأول لتوليد الكهرباء بمنطقة الضبعة.