(الله أكبر الله أكبر الله أكبر.. لا إله إلا الله.. الله أكبر الله أكبر ولله الحمد)، أتى عيد الأضحى المبارك حاملا معه البهجة والروحانيات العظيمة التي ينتظرها المسلمون كل عام، ليقام فيه أعظم وأكبر فريضة، حج بيت الله الحرام، وهو الركن الخامس من أركان الإسلام التي فرضها الله عز وجل على عباده، ويرتبط عيد الأضحى لدى الناس بالكثير من السكينة والطمأنينة والمشاعر الطيبة لكل من الحجاج من ناحية، والمسلمين الذين لم يشهدوا يوم عرفة الجليل على جبل عرفات بالأراضي المقدسة من ناحية أخرى.
عيد الأضحى المبارك يرتبط لدى الناس بالكثير من المشاهد التي تنشر البهجة بين الجميع، صغارًا وكبارًا ورجالًا ونساءًا وأطفالًا، كتبادل المعايدات والتهاني والمباركات وذبح الأضاحي فور الانتهاء من الصلاة، لكن هناك مشاهد قد تكون سلبية في أحيانا كثيرة رغم فرحة العيد، يرتكبها بعض المواطنين لاسيما في الأرياف والنجوع والقرى، وهي ذبح الأضاحي في الشوارع والطرقات، ورغم وجوب الأضحية على كل مسلم مقتدر لديه إمكانيات مالية تمكنه من تقديم أضحية كعبادة في أيام عيد الأضحى، كونها سنة مؤكدة للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، إلا أن النبي الكريم لا يرضى عن إيذاء الناس بمشاهد الدماء التي تسيل من الأضاحي عند نحرها في الشوارع والطرقات.
لم يكن ذبح الأضاحي في الشوارع والطرقات فقط من المظاهر السلبية التي يقوم بها بعض الناس، بل هناك من يترك بعض أحشاء الأضاحي في ذات الشوارع، وهو الأمر الذي يؤذي الكثير والكثير دون تفرقة بين الصغير والكبير، كما يجلب لصاحبها مكاييل من الشتائم والمقذوفات، فلماذا نقوم بهذا من الأساس؟!
التضرع إلى الله بشتى العبادات لا يجب أن تكون مؤذية للناس من ناحية أخرى، فقد نهى الله جل شأنه عن إيذاء الناس بتلك الأفعال المحرمة، كما وصى النبي محمد صلى الله عليه وسلم بضرورة منع الأذى عن الطرقات فقال في حديث شريف "يميط الأذى عن الطريق صدقة".
أيها المسلمون المقبلون على تقديم الأضاحي لله بعد ساعات.. إذا لم تتمكنوا من نحرها في أماكن بعيدة عن شوارع وطرقات المارة، فعليكم باصطحابها إلى المجازر الآلية والأماكن التي توفرها الدولة للمواطنين لذبح الأضاحي بأساليب وطرقا نظيفة، وبعيدة تماما عن إيذاء الناس وارتكاب الذنوب الخفية من وراء تلك الأفعال الموروثة، فالنظافة من الإيمان والسماحة رسالة الإسلام.. يرحمكم الله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة