زيادة درجات الحرارة بشكل كبير، اشتعال الحرائق فى غابات أوروبا ودول بأفريقيا والعديد من البلدان حول العالم، ذوبان الجليد فى عدة مناطق قطبية، اختلال التركيب الكيميائى للهواء، تغيير لمجرى الأنهار، وارتفاع منسوب البحر وتآكل الشواطئ، كل ذلك ناتج من زيادة التلوث والتغير المناخى الذى يعانى منه العالم فى الآونة الأخيرة، وهو الأمر الذى جعل دول العالم تهب لمحاولة إنقاذ الأرض من مصير مجهول لو استمرت نفس العادات والسلوكيات التى أدت إلى زيادة التلوث والتغير المناخى.
التغيرات المناخية العديدة التى حدثت مؤخراً على نطاق الكرة الأرضية كلها، والتى جاءت نتيجة كثير من السلوكيات الخاطئة مثل استخدام الوقود الأحفورى الذى يساعد فى زيادة نسبة ثانى أكسيد الكربون وزيادة انبعاثات المنتجات التى تحتوى على إيروسولات والتى تضر الغلاف الجوى، والتى تسببت فى ثقب الأوزون، وأيضاً نسبة ذوبان الجليد فى القطب الجنوبى والشمالى، هذه الأمور تم إهمالها سابقا ولم تلق الاهتمام الكافى من الناحية الدولية والعالمية تجاهها، مما أدى إلى تطور الأمر لوضع حرج تحاول معه دول العالم بكل طاقتها وضع قانون دولى أو إطار زمنى لمحاولة احتواء هذه المشكلة.
احتلت قضية التغير المناخى فى الآونة الأخيرة اهتمام وسائل الإعلام وخبراء السياسة والاقتصاد لما لها من آثار جانبية خطيرة حالية ومستقبلية، من حيث التأثير على المحاصيل وزيادة الظواهر الطبيعية الغريبة، فضلاً عن زيادة درجة الحرارة بشكل ملحوظ، مما جعل بعض الدول تلجأ لمصادر طاقة جديدة والاهتمام بالزراعة فى هذه الفترة بشكل ملحوظ، لمحاولة تدارك الأمور قبل استفحالها بشكل قد يشكل كارثة فى القريب، أما فى الحالة المصرية فاهتمام الدولة باستخدام الطاقة المتجددة واستخدام الوقود الأحفورى فى الحدود الدنيا، مع إقامة طواحين هوائية وخلايا شمسية وأيضاً استغلال وتطوير القناطر المختلفة والمتعددة على نهر النيل قد أدت للكفاية فى مجال الطاقة، بل وأيضاً وجود فائض يتم تصديره حالياً، وأصبح استغلال الطاقة البترولية يخضع فى الأساس لتوفير الطلبات الداخلية للدولة المصرية مع التصدير ومحاولة اكتشاف آبار جديدة من البترول والغاز، إن ما تقوم به مصر من محاولة الموازنة بين الجانب التطويرى فى مجال الطاقة والبحث وأيضاً استغلال الموارد الطبيعية نموذج رائع فى محاولة حل المشكلة ولكن لن تكفى الجهود المصرية وحدها إلا فى وجود اتفاق دولى من حيث تأثير مثل تلك القرارات على العالم أجمع وليس مصر وحدها، وهذا ما تقوم به الدولة المصرية فى استضافة قمة المناخ المرتقبة والتى لها أبعاد عديدة بجانب قضية المناخ الأساسية، فلا داعى للخوف من ارتفاع درجات الحرارة.
أعتقد أن هذه المشكلة ينبغى أيضاً أن تطرح على الإطار المجتمعى والتى تعمل عليها الدولة حالياً بشكل كبير، من خلال زيادة الوعى فى المجتمع لقضايا البيئة المختلفة، حيث أصبحت ضرورة ملحة وليست رفاهية، كما كان يتم تداولها من قبل، فالوعى المجتمعى فى كافة الدول مهم جدا للحد من التلوث وبالتالى التغير المناخى، فمشاركة المجتمع فى الزراعة والاهتمام بالنباتات المنزلية مع الحفاظ على البيئة واستخدام مواد قابلة لإعادة التدوير ولا تضر البيئة سيكون من الملائم تعليمها أو إقراراها كمادة إضافية فى مراحل التعليم المختلفة، وأيضاً وضع قوانين حادة وحازمة ليس فقط للمحافظة على نظافة مصر بل وأيضاً الحفاظ عليها للأجيال القادمة، فمصر والقارة والكوكب مسئولية وأمانة، ينبغى الاهتمام بها بشكل أكثر فى سبيل مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة