على قدم وساق تُجرى استعدادات استضافة القمة العربية الـ 31 المقرر انعقادها فى الجزائر الأول والثانى من نوفمبر المقبل، فبعد أن تأجلت ثلاث مرات متتالية (2020، 2021، مارس 2022)، وافق مجلس وزراء خارجية الدول العربية بالإجماع، فى مارس الماضى، على مقترح جزائرى لعقد القمة العربية المقبلة يومى الأول والثانى من نوفمبر المقبل.
قمة مختلفة فى جدول أعمالها ومخرجاتها، فهى أول قمة عربية أجندتها بدون أوراق، و تسعى الجزائر البلد المنظم لها تنظيم أجندتها لتكون "بدون أوراق"، وقد أطلقت الموقع الإلكترونى الخاص بالقمة ضمن التحول الرقمى الذى تنفذه الدولة الجزائرية، لتصبح قمة الجزائر أول قمة بعد كورونا، وكذلك أول قمة دون أوراق.
ووفق الموقع الإلكترونى الخاص بالقمة العربية، فإن الجزائر "التى قطعت أشواطاً مهمة فى مجالات التحول الرقمى واستعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال، تسعى لتوفير جميع الشروط الضرورية حتى تكون قمة الجزائر 2022، أول قمة عربية بدون ورق".
ويحوى الموقع الخاص بالقمة، عدة أبواب تشمل جدول أعمال القمة ووثائقها، بجانب باب خاص لتسجيل الوفود المشاركة بعد تأجيل مستمر، وموافقة على مقترح الدولة المضيفة بأن تكون القمة نوفمبر المقبل.
من جانبها أكدت الأمين العام المساعد، رئيسة قطاع الشؤون الاجتماعية بالجامعة العربية، هيفاء أبو غزالة أن القمة العربية، التى ستحتضنها الجزائر، ستكون "قمة إجماع عربي".
وأوضحت أبو غزالة، قائلة "نترقب أن تكون قمة الجزائر قمة إجماع عربي"، معربة عن أملها فى نجاح هذا الموعد الهام "بوجود القادة العرب على أرض المليون ونصف المليون شهيد".
استعدادات الجزائر
وقد سبق أن عقد الرئيس الجزائرى عبد المجيد بن تبون، ووزير الخارجية رمطان لعمامرة، مباحثات من أجل الاستعداد للقمة الثالثة التى تحتضنها الجزائر فى تاريخها، منها واحدة غير عادية، منذ انضمام الجزائر إلى جامعة الدول العربية فى أغسطس 1962.
من جانبه، أوضح الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أثناء زيارته للجزائر مؤخرا، أن الجزائر تحضر بجدية للقمة المقبلة، «قدمت للرئيس تقريرا شاملا عن ما وصلنا إليه مع وزير الخارجية الجزائرى رمطان لعمامرة فى الإعداد لهذه القمة العربية القادمة، بدا لى أن هناك تحضيرات جزائرية جادة للغاية لعقد هذه القمة فى 1 و2 نوفمبر المقبل، وسنستمر كأمانة عامة لجامعة الدول العربية ووزارة الخارجية الجزائرية للإعداد والتجهيز لهذه القمة العربية».
ووصفت صحيفة (لكسبريسيون) الجزائرية القمة العربية المقرر عقدها فى الجزائر العاصمة بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى الـ 68 لاندلاع حرب التحرير الوطنى المجيدة، بموعد مع التاريخ، ولفتت إلى أنه من الواضح أن رمزية هذا الموعد تحديدا، بما يمثله من قيم النضال المشترك من أجل التحرير والاستيلاء على القدرات "تسمح لنا بتقرير مصيرنا المشترك، وستلهم قادتنا فى اتخاذ القرارات اللازمة لرفع العمل العربى المشترك إلى مستوى التحديات المفروضة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية".
وأضافت الصحيفة أنه بعيدا عن كونه مصادفة، فإن التاريخ "المختار" لعقد القمة العربية يهدف أيضا إلى أن يكون موعدا مع التاريخ والشعب الجزائري، فبالإضافة إلى أنها كانت توصف دائما بـ "مكة الثوار"، تحتفل الجزائر، فى الأول من نوفمبر من كل عام، باندلاع حرب الاستقلال.. حرب ألهمت عدة دول عربية ودول أخرى.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه القمة تم التكريس لها منذ عدة أشهر من خلال المشاورات مع القادة العرب، وبلغت ذروتها بزيارة الرئيس الجزائرى عبدالمجيد تبون فى نهاية شهر يناير إلى مصر حيث يقع مقر جامعة الدول العربية.
وأشارت "لكسبريسيون" إلى أن القمة العربية المنتظرة تضفى قيمة مضافة للقضية العربية ولن تكون "فى خدمة أجندة بعينها ".
قمم الجزائر
قمة بعد حرب أكتوبر، وكانت أولى القمم التى استضافتها الجزائر فى نوفمبر 1973، بعد شهر واحد من حرب السادس من أكتوبر، وترأسها الرئيس الراحل هوارى بن مدين، وتضمنت انضمام موريتانيا إلى الجامعة وكانت سادس قمة فى تاريخ الجامعة العربية.
قمة غير عادية وهى القمة الثانية كانت فى يونيو 1988، وكانت غير عادية فى عهد الرئيس الراحل الشاذلى بن جديد، لبحث الأوضاع فى الأراضى الفلسطينية المحتلة ولإدانة الاعتداء الأمريكى على ليبيا، وآخر قمة كانت فى مارس 2005 فى عهد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة