دعت منظمة الصحة العالمية إلى تحسين الصحة العقلية طوال فترة الحياة، مشيرة إلى أن واحدا من بين كل ثلاثة أشخاص سيصاب - فى مرحلة ما من حياته - بنوع من الاضطرابات العصبية، التى تعد السبب الرئيسى للإعاقة وثانى سبب رئيسى للوفاة، وطرحت خمس محددات رئيسية تؤثر على صحة الدماغ، وهى الصحة البدنية، والبيئات الصحية، والسلامة والأمن، والتعلم والتواصل الاجتماعى، فضلا عن الوصول إلى الخدمات الجيدة.
وذكرت المنظمة - فى تقرير أورده مركز إعلام الأمم المتحدة - أن صحة الدماغ مفهوم متطور تتم مناقشته بشكل متزايد ليس فقط فى الأوساط الصحية، لكن فى المجتمع بأسره، ويتم تعريفه على أنه حالة عمل الدماغ عبر المجالات المعرفية والحسية والاجتماعية والعاطفية والسلوكية والحركية، ما يسمح للشخص بإدراك إمكاناته الكاملة طوال فترة الحياة .
وقال مساعد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية للتغطية الصحية الشاملة، رين مينجوي، إن "الدماغ هو إلى حد بعيد العضو الأكثر تعقيدا فى جسم الإنسان، ما يسمح لنا بالإحساس والشعور والتفكير والتحرك والتفاعل مع العالم من حولنا، كما يساعد الدماغ أيضا فى تنظيم العديد من وظائف الجسم الأساسية والتأثير عليها، بما فى ذلك وظائف القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسى والغدد الصماء وأجهزة المناعة".
وأوضح المسئول الأممي أن العديد من العوامل يمكن أن تؤثر على صحة الدماغ في وقت مبكر جدا حتى في فترة ما قبل الحمل، محذرا من أن هذه العوامل يمكن أن تشكل تهديدات كبيرة للدماغ، ما يؤدي إلى فقدان إمكانات نمو هائلة، والتسبب في عبء مرضي عالمي وإعاقة.
وبحسب تقرير الصحة العالمية فإن 43% من الأطفال دون سن الخامسة فى الدول منخفضة ومتوسطة الدخل - أى نحو 250 مليون طفل وطفلة - يُعتقد أنهم يفقدون القدرة على التطور بسبب الفقر المدقع والتقزّم، ما يؤدي إلى خسائر مالية، وتوقعات بانخفاض أجورهم السنوية بنسبة 26% في مرحلة البلوغ.
وأكد التقرير أن معالجة المحددات الخمس، ستؤدي إلى فوائد متعددة، بما في ذلك انخفاض معدلات العديد من الحالات الصحية المزمنة مثل المشكلات العصبية والعقلية وتعاطي المخدرات، فضلاً عن أنها ستؤدى إلى تحسين نوعية الحياة، فضلا عن العديد من الفوائد الاجتماعية والاقتصادية، وكلها تساهم فى زيادة الرفاهية وتساعد فى تقدم المجتمع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة