جهاز التنسيق الحضارى يدرج اسم سنان باشا فى مشروع حكاية شارع

الجمعة، 12 أغسطس 2022 03:00 ص
جهاز التنسيق الحضارى يدرج اسم سنان باشا فى مشروع حكاية شارع سنان باشا
بسنت جميل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أدرج الجهاز القومى للتنسيق الحضارى الذى يعمل على إحياء الذاكرة القومية والتاريخية للمجتمع المصرى، اسم سنان باشا، فى مشروع "حكاية شارع"، الذى يهدف إلى التعريف بالشخصيات المهمة التى أطلقت أسماءها على بعض الشوارع، وذلك من خلال وضع لافتات باسم وتاريخ الأعلام الذين أطلقت أسمائهم على الشوارع، والذين يشكلون قيمة تاريخية وقومية ومجتمعية لمختلف فئات الشعب المصرى واليوم نستعرض شخصية "سنان باشا والذى له شارع يحمل اسمه.
 
ولد سنان باشا في عهد السلطان "سليم الأول" عام 912هـ/ 1506م، وقد نشأ سنان باشا نشأة علمية، كما تعلم فنون القتال على أحسن ما يكون، وكان لذلك أثره الكبير في حياته العملية، فقد اشتهر بالذكاء والدهاء والقدرة السياسية والعسكرية، وقد أهلته مهاراته وامكانياته ومواهبه إلى أن يصبح أحد رجال البلاط العثماني، ومن الوزراء المقربين للسلاطين العثمانيين، خاصة السلطان "سليم الثاني" (1524-1574م).
 
نظرًا إلى ما تمتع به سنان باشا من مهارات قيادية وعسكرية فقد تقلد ولاية مصر مرتين: الأولى (1568-1569م)، والثانية (1571- 1573م). كما تقلد ولاية دمشق سنة 1586م.
 
بالإضافة إلى ذلك فإنه تقلد منصب الصدر الأعظم “رئيس الوزراء” خمس مرات؛ أولها عام 1580م في عهد السلطان “مراد الثالث”. ثم عين صدر أعظم للمرة الثانية عام 1589 وعزل في عام 1591. وفي عام 1593 أصبح صدرًا أعظم للمرة الثالثة حتى عزل في فبراير 1595م. وبعد فترة وجيزة من ارتقاء السلطان “محمد الثالث” العرش، عاد سنان باشا صدر أعظم مرة رابعة من أغسطس حتى 19 نوفمبر 1595م. وعندما توفي الصدر الأعظم الذي خلفه بعد ثلاثة أيام من توليته، أدى ذلك إلى أن يصبح سنان باشا صدرًا أعظم للمرة الخامسة حتى توفي فاجأة في ربيع عام 1596.
 
 
وقاد سنان باشا الحملة التي أعادت فتح اليمن عام 1569م، فعندما اضطربت الأحوال في اليمن مع ظهور الزعيم الزيدي “المطهر” الذي كاتب أهل اليمن ودعاهم للخروج عن طاعة السلطان العثماني، فاجتمعت القبائل لدى المطهر الذي دخل صنعاء بعد أن ألقى بالعثمانيين هزيمة ساحقة وشعرت الحكومة العثمانية بخطورة الموقف، وقررت إرسال حملة كبرى إلى اليمن بقيادة سنان باشا، وقد اهتم السلطان العثماني سليم الثاني اهتمامًا كبيرًا بإرسال تلك الحملة، لأن اليمن كان يمثل جزءًا هامًا من إستراتيجية العثمانيين في البحر الأحمر، وهي غلق هذا البحر أمام الخطر البرتغالي، علاوة على ذلك يكون درعًا قويًا للحجاز، وقاعدة للتقدم في المحيط الهندي.
 
عندما تولى سنان باشا ولاية مصر للمرة الثانية شرع في تعمير البلاد وتأمين العباد، ودفع من يريد البغي والعناد، وقطع جادرة أهل الفساد، وإكرام العلماء والإحسان إليهم، وتقوية الضعفاء من الفلاحين والرعايا، وجذب قلوب كافة البرايا، إلى أن عمرت مصر بعد خرابها وتدميرها.
 
كما أنشأ عمارة جليلة حسنة وأبنية عالية نفيسة وقفها في وجوه الخيرات، ومن محاسن آثاره إعادة حفر الخليج الذاهب إلى الإسكندرية، فقطعه وعمره، فعاد على أحسن ما يكون، وعمر الثغر السكندري، وبنى ربوعًا ووكائل وغير ذلك، وعمر تكية في طريق الروم.
 
بالإضافة إلى ذلك قام ببناء قصر في حي الزيتون، وبناء جامع يحمل اسمه “مسجد سنان باشا”، في شارع السنانية المنسوب إليه بالسبتية في حي بولاق عام 1571م، وهو ثاني جامع عثماني يتم إنشاؤه في القاهرة، ويبلغ طوله 35 مترًا وعرضه 27 مترًا، ويتكوَّن من قبَّةٍ مركزيَّةٍ كبيرة يُحيطها ثلاثة إيوانات: شمالًا وجنوبًا وغربًا، ونظرًا إلى ضيق مساحته فإن الجامع لا يُحيطه فناء، بل أسوار تهدم الشرقي منها في عام 1902م، وكان المسجد يطل علي النيل مباشرة.
 
كما قام سنان باشا ببناء مجموعة في ساحة "باب الجابية" بدمشق، تضم جامعًا ومدرسة وسبيلاً للماء، والتي شرع في بنائها عام 1586م، ويمتاز الجامع عن غيره من مساجد دمشق بمناراته المستديرة والمكسوة بألواح القاشاني الأخضر، توفي سنان باشا في عام 1004هـ/ 1596م بعد حياة حافلة بالجهاد والعمارة، رحمه الله وأسكنه الله فسيح جناته.
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة