"هو الحب ما يبقاش حب إلا بالدلع والكلام الفاضي؟" كطلقة اندفع سؤاله مفجرًا الكثير من الانزعاج والغضب والإحباط والحيرة، حيث قال: "تزوجت عن حب منذ 15 عامًا، في السنوات الأخيرة أصبحت عصبي جدًا مع زوجتي، وهي كذلك. نعاند بعض دائمًا وكل منا ينكر أنه مخطئ. لا نواجه مشكلة كبيرة ولكنها دائمًا ما تشعرني بالتقصير لأنني لا أقول: "كلام حلو ولا بيجيب هدايا".
تنتهز كل فرصة لتذكيري بذلك. أمام الأصدقاء أو الأقارب وحتى حين نشاهد التليفزيون تعلق بشكل مستتر أحيانًا ومباشر في أحيان أخرى على أنها ليست محظوظة كالنساء اللائي يفاجئهن زوجهن بـ"هدايا تلوح" ولافتات رومانسية وورود، أنا أفعل كل ما في وسعي، وأعمل في أكثر من "شغلانة" لأكفي بيتي أكل وشرب ومصاريف مدارس وغيره، وفي النهاية تشعرني بالتقصير!".
***
القارئ العزيز، رغم انفعالك وغضبك، الذي أتفهمه تمامًا، إلا أن لديك ما يكفي من الوعي والذكاء العاطفي لتدرك أن وراء عنادكما وعصبيتكما سبب آخر مستتر. تعرف أن وراء عصبيتك انزعاجك من اتهامك بالتقصير. من أنها لا تفهم لغة حبك. وأنها لا تفهم أن إخلاصك وتكريسك عمرك وجهدك بالكامل لراحة أسرتك هو أيضًا لغة حب. ولكن في المقابل، علينا أنا نتفهمها هي أيضًا، لأنها تحاول هي الأخرى أن تعرفك على لغة حبها وتعبر عن احتياجاتها. ربما تفعلها بالسخرية لتتغلب على الحساسية التي نعانيها جميعًا من الحديث عن مشاعرنا واحتياجاتنا العاطفية بوضوح.
لقد قطعت بالفعل نصف الطريق بإدراكك السبب وراء عصبيتكما وانفعالكما، حيث تقول الدكتورة عزة زيان استشاري العلاقات الأسرية إن هذه العصبية ورائها عدم تلبية احتياجات واحد من أضلاع مربع الاحتياجات الأساسية الملحة لكل منكما، والذي يتضمن الاحترام والاهتمام والثقة والعلاقة الحميمة. كلا منكما يتحمل ضغوطًا لا يعرف عنها الطرف الآخر شيئًا بالتالي لا يقدرها، بدءًا من الضغوط الكبيرة لإدارة الأسرة وتولي مسؤوليتها وصولاً حتى إلى الضغوط التي لا دخل لأحدكما بها مثل الزحام في الشوارع. ونتيجة لعدم مشاركتكما بعضكما الضغوط وشعور كل منكما أن الآخر لا يقدر ما يعانيه فإن هذا ينتج عنه العناد وعدم التقدير وعدم الاهتمام.
وفي هذه المشكلة كلاكما محق، فالحب لا يعني الكلام الرومانسي فقط فعلاً، ولكن التعبير اللفظي والهدايا أيضًا من لغات الحب الخمس الأساسية. وحين تقول هي إنها بحاجة إلى "الكلام الحلو" فهذا لا يعني فقط الكلمات الرومانسية التي ربما لا تكون لغة حبك، ولكنه يعني أيضًا الكلام الداعم المشجع لها. كلمات من قبيل "بحب طريقة تربيتك لولادنا، تسلم ايدك، انتي اتصرفتي صح" حين تقولها بصدق فإن هذا من قبيل التعبير اللفظي عن الحب. أما الهدايا فهي مهما كانت بسيطة تعبر عن التقدير وتؤلف بين القلوب.
ولا يقصد بالتلامس الجسدي العلاقة الحميمة فقط، وإنما أبسط أشكال التلامس حتى ولو ربتة على الكتف، أو تمسيدة على الشعر أو قبلة أو حضن، كلها من أشكال التعبير عن الحب. أخيرًا من الضروري أن تخصصا وقتًا لبعضكما تتواصلا فيه بعيدًا عن المشاكل وبعيدًا عن الشد والجذب، يكفي حتى نصف ساعة قبل النوم تدردشا فيها كحبيبين عن أي شيء ستجدا أنكما أصبحتما أقرب لبعضكما وقادران على استيعاب وتفهم بعضكما البعض.
خدمة وشوشة
فى إطار حرص "اليوم السابع" على التواصل المباشر مع القراء، وتقديم الخدمات المختلفة والمتنوعة، أطلقت "اليوم السابع" خدمة "وشوشة" لتلقى أى استفسارات أو مشاكل نفسية أو اجتماعية أو تربوية، على أن يتم عرض المشكلات على الخبراء والمختصين الموثوقين ونشر الردود عبر الموقع الإلكتروني والجريدة.
يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس اب 01284142493 أو البريد الإلكترونى Washwasha@youm7.com أو الرابط المباشر.