فتوى اليوم.. فضل مدح النبى وهل يعد ذلك من القربات التى حث عليها الشرع؟

الإثنين، 15 أغسطس 2022 07:10 م
فتوى اليوم.. فضل مدح النبى وهل يعد ذلك من القربات التى حث عليها الشرع؟ دار الإفتاء المصرية - أرشيفية
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

واصل "اليوم السابع" تقديم خدماته "فتوى اليوم"، حيث ورد سؤال لدار الإفتاء نصه: هل هناك فضل لمدح النبى صلى الله عليه وآله وسلم؟ وهل يُعَدُّ ذلك من القربات التى حثَّ عليها الشرع؟، وجاء رد الدار كالآتى: 

 

من أفضل ما يتكلم به المرء مدح النبى صلى الله عليه وآله وسلم -أو تكرار ذلك أو الاستماع إليه- وهذا ما عُرِف مؤخرًا بالمديح النبوي؛ وقد أخرج البخارى عن أُبَى بن كعب مرفوعًا: «إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً». كما استمع صلى الله عليه وآله وسلم إلى الشعر.

 

ومَدْحُ الأُمَّةِ للنبى صلى الله عليه وآله وسلم دليلٌ على مَحبَّتها له، هذه المحبَّة التى تُعَدُّ أصلًا من أصول الإيمان؛ قال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِى سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِى اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لَا يَهْدِى الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ [التوبة: 24]، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «فَوَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ» رواه البخاري. وقال أيضًا: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» رواه مسلم.

 

ومحبَّة النبى صلى الله عليه وآله وسلم مَظْهَرُ محبة الله سبحانه، فمَن أحبَّ مَلِكًا أحب رسوله، ورسول الله حبيب رب العالمين، وهو الذى جاء لنا بالخير كله، وتحمَّل المتاعب من أجل إسلامنا ودخولنا الجنة، وقد وصفه ربنا فى مواضع كثيرة من القرآن بصفات تدل على فضله؛ منها قوله تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم: 4].

 

قال الشيخ الباجورى رحمه الله فى مقدمة "شرح البردة" (ص: 5-6، ط. مكتبة الآداب): [إنَّ كمالاته صلى الله عليه وآله وسلم لا تُحْصَى، وشمائله لا تُسْتَقصى، فالمادحون لجنابه العلى والواصفون لكماله الجلى مقصِّرون عمَّا هنالك، قاصرون عن أداء ذلك، كيف وقد وصفه الله فى كتبه بما يبهر العقول ولا يُسْتَطاع إليه الوصول، فلو بالغ الأوَّلون والآخرون فى إحصاء مناقبه لعجزوا عن ضبط ما حباه مولاه من مواهبه] اهـ.

 

وقد روى الطبرانى فى "المعجم الكبير" عن خُرَيْم بن أوس بن حارثة بن لام رضى الله عنه قال: كُنَّا عند النبى صلى الله عليه وآله وسلم، فقال له العباس بن عبد المطلب رحمه الله: يا رسول الله، إنى أريد أن أمدحك، فقال له النبى صلى الله عليه وآله وسلم: «هَاتِ، لا يَفْضُضِ اللهُ فَاكَ»، فأنشأ العباس يقول شعرًا؛ منه قوله:

 

وَأَنْتَ لَمَّا وُلِدْتَ أَشْرَقَتِ الْأَرْ ضُ وَضَاءَتْ بِنُورِكَ الْأُفُقُ

 

وَنَحْنُ فِى ذَلِكَ الضِّيَاءِ وَفِى سُبْلِ الْهُدَى وَالرَّشَادِ نَخْتَرِقُ

 

فنجد أن النَّبى صلى الله عليه وآله وسلم أقرَّ عمَّه أن يمدحه ولم يعترض عليه، فهذا دليل على بيان فضل ومشروعية مدحه صلى الله عليه وآله وسلم.

 

وعليه: فمدح النبى صلى الله عليه وآله وسلم من أعظم القربات لله تعالى، وإنشاده له فضلٌ كبيرٌ.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة