لا حديث يعلو فوق السطح عن الحديث حول حريق "كنيسة أبو سفين" في منطقة إمبابة، هذا الحريق الذي تسبب في مصرع 41 شخص وإصابة 14 آخرين، جراء ماس كهربائي لحق بالمكان.
ورغم حالة الحزن وقسوة الحريق، إلا أن هناك بعض المشاهد التي جرت داخل ومحيط الكنيسة أثناء اندلاع الحريق، وباتت موضع تقدير واستحسان من الجميع.
ربما أبرز هذه المشاهد، ما سطره رجال الحماية المدنية من مواقف إنسانية رائعة، أثناء الإطفاء ومواجتهم ألسنة اللهب بشجاعة، واستبسالهم في عملية الإطفاء، الأمر الذي تسبب في إصابة 5 منهم.
الأمر لم يتوقف هذا الحد، وإنما تخطى ذلك وصولا لحملهم الأطفال لانقاذهم من النيران، واستخراج العالقين بالمبنى، والأشخاص الذين حاصرتهم النيران، والحرص على إنقاذ أكبر عددًا من الأرواح.
وصول قوات الإطفاء في وقت مبكر، بعد ثوان معدودات من إندلاع الحريق ساهم بشكل كبير في إخماد النيران في مهدها، وتقليص عدد الضحايا، وإنقاذ عدد أكبر من رواد الكنيسة.
ما سطره رجال الحماية المدنية، بات محل تقدير واستحسان من الجميع، حيث بادر أهالي المنطقة وأسر الضحايا بتقديم الشكر لرجال الشرطة بإشراف اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، واللواء هشام أبو النصر مدير أمن الجيزة، لما قدموه من جهود مضنية في سبيل الحفاظ على الأرواح.
مشاهد أخرى، لا تقل أهمية، عن سابقيها، تمثلت في تكاتف الأهالي "مسلمون وأقباط" معا، لانقاذ الضحايا، ومساعدتهم رجال الإسعاف في نقل المصابين للمستشفيات القريبة، أملا في إنقاذهم.
هنا، في محيط الكنيسة، كانت القلوب متوحدة، والأيادي متشابكة، والدعوات واحدة، تمثل مصر، مصر المتماسكة الثابتة الشامخة، التي تتوحد في الأزمات، حيث تظهر جدعنة المصريين ومعادنهم الطيبة النقية.