رغم أن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب لم يعلن بشكل صريح نيته الترشح باسم الحزب الجمهورى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، إلا أنه كان المرشح الأوفر حظا للفوز بترشيح الحزب والفوز بالانتخابات حال نافس الرئيس الديمقراطى جو بايدن. ولكن مع تعرضه لعدد من الضربات فى الآونة الأخيرة كان آخرها مداهمة الـFBI لمنزله فى فلوريدا، ظهر نجم جمهورى جديد يمكنه حسم السباق لصالحه، وهو حاكم فلوريدا رون ديسانتيس.
وأرجحت استطلاعات الرأي أن حاكم فلوريدا هو المرشح الأوفر حظا للفوز بترشيح الجمهوريين حال عدم ترشح ترامب، ولكن بعد جلسات الاستماع المتعلقة بهجوم الكابيتول فى الكونجرس وكشفها عن تفاصيل تدين موقف الرئيس السابق من الانتخابات الرئاسية 2020، وبعد تفتيش منزله فى منتجع مار-إيه-لاجو بفلوريدا والعثور على مستندات سرية حصل عليها أثناء وجوده فى البيت الأبيض، كثرت التساؤلات حول مستقبله السياسى لاسيما حال تمت إدانته فى التحقيق الجنائى بشأن انتهاكه لقانون التجسس وعرقلة العدالة وتدمير سجلات فيدرالية.
وفى الوقت نفسه ظل حاكم فلوريدا يكتسب شعبية بين الجمهوريين حتى أن مجلة "نيوزويك" الأمريكية اعتبرت أنه صاحب أكبر فرصة للفوز بالانتخابات الرئاسية لعام 2024 بعد مداهمة منزل ترامب.
ووفقا لاحتمالات المراهنة لشركة "سماركيتس" يتمتع ديسانتيس بفرصة 23.26٪ للفوز في الانتخابات المقبلة ، بينما يحتل ترامب المركز الثاني بنسبة 20.41٪ .
رون ديسانتيس
وأدرجت الشركة ديسانتيس في قائمة المرشحين الحاليين ليكون الرئيس القادم للولايات المتحدة ، متقدمًا أيضًا على الرئيس الأمريكى جو بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس ، منذ بداية أغسطس.
ومع ذلك ، تراجعت فرص ترامب في العودة إلى البيت الأبيض بأكثر من 1.3 في المائة بعد ظهور التفاصيل المحيطة بالغارة في منتجعه.
ويشغل ديسانتيس حاليا منصب حاكم ولاية فلوريدا، ويتمتع بشعبية قوية فى الولاية ويبرز اسمه على الصعيد الوطنى الأمريكى. وعلى الرغم من أنه تجاهل ما تردد عن أنه سيدشن حملة رئاسية فى عام 2024، وقال إنه أولويته الأولى هى الفوز بولاية ثانية كحاكم، إلا لم يستبعد أيضا احتمال الترشح فى سباق الرئاسة صراحة. وعلى العكس من العديد من المنافسين المحتملين للرئاسة من الحزب الجمهورى، لم يلزم ديسانتيس نفسه بالتنازل عن السعى إلى البيت الأبيض إذا ترشح ترامب.
ورغم أن ديسانتيس هاجم جلسات مجلس النواب الخاصة بتحقيقات اقتحام الكونجرس، والتى كثفت انتقاداتها لترامب وسعت إلى إثبات تورطه فى الأحداث، إلا أنه لم يصل إلى حد الدفاع عن الرئيس السابق.
وقالت مجلة "نيوزويك" إن تقدم ديسانتيس الحالي بنحو ثلاثة في المائة يعتبر أعلى مستوى له منذ تتبع احتمالية فوز كل مرشح رئاسي محتمل.
وسبق للحاكم ديسانتيس أن تفوق على ترامب باعتباره المرشح الأوفر حظًا بنسبة 2٪ في أعقاب الشهادة التي أدلت بها موظفة البيت الأبيض كاسيدي هاتشينسون خلال جلسات الاستماع المباشرة للجنة مجلس النواب.
وصفت هاتشينسون ، أحد كبار مساعدي الرئيس السابق لموظفي البيت الأبيض مارك ميدوز ، أمام اللجنة كيف كان ترامب على دراية بأن بعض مؤيديه كانوا مسلحين في 6 يناير ، ومع ذلك طلب منهم الذهاب إلى مبنى الكابيتول. كما زعمت أن الرئيس السابق اعتدى على عميل في الخدمة السرية بعد إمساكه بمقود السيارة الرئاسية متعددة الاستخدامات ليشق طريقه للانضمام إلى أنصاره في أعمال الشغب.
وقال ماثيو شاديك ، رئيس الأسواق السياسية في "سماركيتس" ، في بيان لمجلة نيوزويك: "الأخبار الليلية من فلوريدا شهدت أسواق المراهنات تقلل من فرصة دونالد ترامب لإعادة انتخابه في عام 2024 ، مع رون ديسانتيس الآن المرشح المفضل لتولي البيت الأبيض". لطالما كانت المشاكل القانونية المحتملة لترامب تؤخذ في الحسبان في شعبيته ، لكن هذا التطور يجب أن يزيد من احتمال عدم وصوله حتى إلى خط البداية لعام 2024.
قال ترامب إن الغارة على منزله في فلوريدا كانت "هجومًا من قبل الديمقراطيين اليساريين الراديكاليين الذين لا يريدونني بشدة أن أترشح للرئاسة في عام 2024" الذين "سيفعلون أي شيء بالمثل لمنع الحزب الجمهوري من استعادة السيطرة على الكونجرس فى انتخابات التجديد النصفى."