تحل اليوم 18 أغسطس الذكري الرابعة لرحيل كوفى عنان أحد أهم الدبلوماسيين الدوليين وأمين عام الأمم المتحدة السابع، حيث شغل عنان منصب مساعد الأمين العام للأمم المتحدة بين عامي 1987 و1996، قبل أن ينتخب في الأول من يناير 1997 أمينا عاما للمنظمة الدولية حتى 31 ديسمبر 2001، ويصبح ثاني أفريقي يشغل المنصب بعد المصري بطرس غالي، كما عمل لسنوات في قوات الطوارئ الدولية في الإسماعيلية ، من خلال المنظمة في القاهرة .
ووفق الأمم المتحدة، سعى عنان خلال سنوات عمله التي تخطت الثلاثين عاما إلى ضمان تحسين حياة الأفراد من رجال ونساء بشكل دائم، واعتبره المعيار الحقيقي لعمل الأمم المتحدة، فيما عمل من أجل إحلال السلام والتنمية في القارة السمراء التي ينتمى إليها.
وحذر عنان منذ سنوات طويلة من أزمة تغيير المناخ، لما له من رؤية صائبة سبقت عصره بسنوات طويلة، مؤكدا أن التعليم هو حق من حقوق الإنسان، قائلا إنه قوة هائلة للتحول وعلى أساسها تبقي الركائز الاساسية للحرية والديمقراطية والتنمية البشرية المستدامة، وأن المعرفة قوة، والتعليم هو أساس التقدم في كل مجتمع وفي كل أسرة.
كوفى عنان
ولخص عنان رؤيته خلال خطابه أمام الجمعية العامة عقب تعيينه قائلا "لا بد من ظهور مفهوم جديد للسلم والأمن و إن العالم قد بدأ يسلم بأن الصراع له جذور كثيرة وأن السلم يقوم على الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي وأن عدم التسامح والظلم والقهر وما يترتب عليها من آثار لا تعرف الحدود الوطنية مؤكدا "إننا ندرك الآن أكثر من أي وقت مضى أن التنمية الاقتصادية المستدامة ليست مجرد مسألة مشاريع وإحصاءات. بل هي قبل كل هذا مسألة تتعلق بالناس والناس أنفسهم واحتياجاتهم الأساسية: الغذاء والملبس والمأوى والرعاية الطبية".
حصل كوفي عنان خلال منصبه كأمين عام للأمم المتحدة على جائزة نوبل للسلام، وخلال كلمته أثناء تسلم الجائزة قال عنان "يتعين، فوق كل اعتبار، السعي من أجل إحلال السلام، لأنه الشرط الضروري، لكي يتمكن كل عضو من أعضاء الجماعة البشرية من العيش بكرامة والتمتع بالأمن".
شغل عنان بالأمم المتحدة، مناصب شملت قضايا اللاجئين وحفظ السلام، واضطلع بعدد من المهام الدبلوماسية، شملت التفاوض من أجل عودة أكثر من 900 من الموظفين الدوليين إلى أوطانهم وتنفيذ صيغة "النفط مقابل الغذاء" وفقا لقرار مجلس الأمن 986 عام 1995.
في الفترة من 1 مارس 1993 حتى تعيينه أمينا عاما باستثناء الفترة من 1 نوفمبر 1995 إلى مارس 1996، التي كان فيها ممثلا خاصا للأمين العام في يوغوسلافيا السابقة تقلد عنان منصب وكيل الأمين العام لشؤون عمليات حفظ السلام، وشغل لمدة عام قبل ذلك منصب الأمين العام المساعد لشؤون عمليات حفظ السلام، وفي هذه المناصب عمل على صياغة نهج جديدة للتعامل مع الأوضاع المعقدة التي سادت العالم ما بعد الحرب الباردة.
أنشأ 26 من الـ 41 من عمليات حفظ السلام التي يضمها تاريخ الأمم المتحدة بعد عام 1989، وأنشئ أغلبها بعد عام 1993 – وأشرف على إنشاء "مركز العمليات" الذي يرصد عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام على مدار الساعة، وإلى جانب مناصبه الرسمية، شارك كوفى عنان طويلا في مجالات التعليم ورعاية وحماية الموظفين الدوليين
درس عنان في جامعة العلوم والتكنولوجيا في كوماسي بغانا، وأكمل دراسته الجامعية في الاقتصاد في كلية ماك ألستر في سانت بول، مينيسوتا (1961). وفي الفترة من 1961 إلى 1962، أجرى دراسات عليا في الاقتصاد بالمعهد الجامعي للدراسات العليا الدولية في جنيف. وحصل على زمالة "سلون" في الفترة 1971-1972 في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، نال درجة ماجستير العلوم في الإدارة وعمل ضمن مجلس أمناء كلية ماك ألستر، التي منحته في عام 1994 جائزة الخدمة المتميزة للأمناء تكريما له لجهوده في خدمة المجتمع الدولي. وعضو في مجلس أمناء معهد المستقبل، في مينلو بارك بكاليفورنيا.
رحل عنان في مثل هذا اليوم 18 أغسطس 2018 عن عمر يناهز الـ80 عاما في برن، بسويسرا، وهو من مواليد 8 أبريل 1938، في كوماسي، غانا متزوج من ناني عنان، وهي محامية ، ولديهما ثلاثة أولاد.