تمر، اليوم، ذكرى ميلاد الكاتب الكبير أنيس منصور، الذى ولد في مثل هذا اليوم، 18 أغسطس من عام 1924م، وقد حفظ أنيس منصور القرآن وهو فى سن صغيرة بكتاب القرية.
وقد حصل منصور على المركز الأول فى دراسته للمرحلة الثانوية، ليلتحق بعدها بكلية الآداب قسم الفلسفة جامعة القاهرة، وحصل على الليسانس عام 1947، ثم عمل معيدا فى جامعة عين شمس لفترة، ثم تفرغ للكتابة والعمل الصحفى.
وللكاتب الكبير أنيس منصور العديد من الموافق والحكايات مع كبار الكتاب خلال عصره، منهم المفكر الكبير عباس محمود العقاد، وحسب ما ذكر منصور عن موقف حدث في جنازة العقاد، حيث ذكر أنيس في مقال له نشر في "الشرق الأوسط" عام 2009، بعنوان "شيء أسوأ من الموت!" حيث قال ويوم توفي الأستاذ العقاد سرنا وراءه في غاية الحزن والأسى. وفجأة توقفت الجنازة. وحاول الناس أن يدفعوا النعش إلى الأمام. لم يستطيعوا. وإنما كان النعش يقاوم ويدور حول نفسه. وسألت الأديبة د. نوال السعداوي، وكانت مديرة مكتب وزير الصحة: هل جنازة ابنته تحركت؟ فقالت: لا.. فطلبت منها أن تتحرك لأن نعش العقاد لا يتحرك بالقوة. ولما تحركت جنازة ابنة العقاد تحرك نعش العقاد متجها إلى بلده أسوان ـ وكانت ابنته (بدرية) عندما عرفت بوفاة والدها انتحرت!.. لا أعرف تفسيرا. ولكن هذا ما حدث. ومعلوماتي من الدرجة الأولى. ثم إنني كنت أحد الذين يشاركون في حمل نعش الأستاذ العقاد. وكنا نقاوم ونحاول بكل ما لدينا من قوة. كيف؟ لا أعرف!"
اختار أنيس منصور التفرغ للصحافة والكتابة حيث إنه ترأس العديد من مناصب رئاسة تحرير عدد من الصحف والمجلات، وكان له مقال يومى فى جريدة أخبار اليوم يتميز ببساطة أسلوبه، ظل يعمل فى أخبار اليوم حتى عام 1976، ليصبح بعد ذلك رئيساً لمجلس إدارة دار المعارف، ثم أصدر مجلة الكواكب، وأصبح من المقربين للرئيس السادات ورافقه فى زيارته إلى القدس عام 1977.
تعلم أنيس منصور أكثر من لغة فكان يجيد الإنجليزية، والإيطالية، والفرنسية، والروسية، والألمانية، وهذا ما مكنه من الاطلاع على ثقافات عديدة، حيث ترجم إلى العربية عديداً من الكتب والأعمال الأدبية الأجنبية، بلغت نحو 9 مسرحيات وحوالى 5 روايات من لغات مختلفة، إلى جانب 12 كتاب لفلاسفة أوروبيين، وفى الوقت ذاته اهتمت دور النشر العالمية بترجمة كثير من أعماله إلى اللغات الأوروبية وخاصة الإنجليزية والإيطالية، كما سافر إلى العديد من بلدان العالم، ألف العديد من كتب الرحلات ما جعله أحد رواد هذا الأدب منها "حول العالم فى 200 يوم، اليمن ذلك المجهول، أنت فى اليابان وبلاد أخرى"، ورحل عن عالمنا فى 21 أكتوبر من عام 2011م، عن عمر ناهز 87 عاماً بعد تدهور حالته الصحية إثر إصابته بالتهاب رئوى.