صدر حديثاً عن دار تنمية للنشر، كتاب "أم كلثوم.. أو سنوات المجهود الحربى" للكاتب والباحث الموسيقى كريم جمال، والذى يبحث فيه عن السيرة الوطنية لكوكب الشرق، ذلك الوجه الذى جعلها بمثابة الهرم الرابع.
وفى هذا الكتاب يبحث كريم جمال عن وجه آخر لكوكب الشرق أم كلثوم، وجه غابت عنا معظم ملامحه منذ وفاتها فى منتصف السبعينيات، والتنقيب عن خفايا سيرتها الموازية، تلك السيرة الوطنية التى جعلتها فى الوعى الشعبى بمثابة هرم من أهرامات القومية المصرية.
على مدار سنوات حياتها الطويلة، لعبت كوكب الشرق أم كلثوم أدورًا عدة فى تاريخنا الحديث، واختلفت وتنوعت صور حضورها بما يناسب المرحلة ورجالها، ولكن بعد 1967 وبعد أن تشربت أم كلثوم دموع النكسة، تلبستها روحٌ فتية متخمة بالأمل وقادرة على قهر المحنة، وزاد على طغيان حضورها كأهم صوت نسائى فى تاريخ العروبة حضور سياسى ووطني.
تقدمت أم كلثوم المشهد الفني، وجندت سلاحها وهو صوتها، ليبرز وجودها فى ساحة المعركة كرمز للإرادة المصرية الجسورة التى أبت أن تحطمها الهزيمة، وكنموذج للفنان الذى لم تكسره الشِدة ولم تسكت له صوتًا، أو ربما كصورة جديدة للمعبودة المصرية "إيزيس" التى بُعثت هذه المرة من تحت ركام المعركة لتدرك حدود الواجب وتُقدر حجم المأساة، فهبت واقفة وراء المجهود الحربى تجوب الكرة الأرضية من مشرقها إلى مغربها، فى محاولة للبعث وإعادة الروح إلى «أوزوريس»، ذلك المعبود المتجسد فى الشعب الذى منحها هالات القدسية والعصمة، ورفعها إلى مصاف أنبياء الوطن وبطلات السِير الشعبية.
كريم جمال؛ كاتب وباحث موسيقي، وُلد فى الإسكندرية عام 1992، درَس الموسيقى العربية أكاديميًا، حاصل على دبلوم الدراسات العليا فى مجال العلوم السياسية من كلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية جامعة الإسكندرية 2021، كتب للعديد من المواقع والصحف العربية مقالات بحثية حول الأدب العربى والتراث الغنائى والموسيقى الشرقية.