قال الدكتور حسن أبو طالب مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الصين تدرك أن استقلال تايوان سيجر عدة استقلالات أخرى داخل البر الصيني، وبالتالي فإن رد الفعل الصيني على زيارة بيلوسي لتايوان لا يتوقف على الزيارة فقط أو دعوتها إلى الديموقراطية، ولكن دعم تايوان بالسلاح والوصول إلى مرحلة الانفصال عن البر الصيني يعني تعهدات امريكا منذ عام 1979 المتعلقة بالصين الواحدة والحكومة الصينية المعترف به دوليا، وبالتالي فإن هناك غموض استراتيجي في السياسة الأمريكية.
وأضاف أبو طالب خلال حواره مع الإعلامية قصواء الخلالي، مقدمة برنامج في المساء مع قصواء، على قناة cbc: ، أن الولايات المتحدة الأمريكية تفكر بطريقة مستقبلية تقضي بتعريض من يعارضها إلى حالة توتر وتهديد داخلي وإفساد قدراته على تحدي الهيمنة الأمريكية، من خلال تأجيج الأخطار من حوله مثلما حدث في الأزمة الروسية الأوكرانية، وما يحدث في تايوان بخصوص الصين، وزيارة نانسي بيلوسي رئيسة الكونجرس لها.
وتابع مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: "زيارة بيلوسي تحمل مجموعة من التشابكات، منها الهوية الثقافية والعرقية التايوانية المنفصلة عن الهوية الصينية،وتلك دراسة امريكية، إذ أن هذا الامر يعبر عن عملية تأسيس فكري ونظري يخدم على السياسة، وينمي روح النزعة الانفصالية، وتمنح واشنطن أصحاب هذه النزعة موارد أكثر للتمسك بهذا الخيار".
وقال الدكتور حسن أبو طالب مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الشرق الأوسط لديه نوعان من الازمات، الاولى أزمات هيكلية داخلية خاصة به، حيث تؤثر على وضعه كمنطقة تفقد حيوتها وقدرتها على التأثير في مجريات الأحداث مع الاختلاف بين أزمة وأخرى وقضية وأخرى.
وأضاف : إذا تفحصنا الأزمات الموجودة من 70 سنة و60 سنة، سنجد القضية الفلسطينية وأزمة اليمن سواء قبل العمليات العسكرية وبعد العمليات العسكرية وقضايا الإرهابية بداية من ثمانينيات القرن الماضي والمنظمات ذات الطابع السري التي تعبر عن امتداد للجهات الخارجية والتي تعبث في الداخل في العديد من دول المنطقة".
وتابع مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: "هناك 3 مشروعات كبرى في المنطقة، هي المشروع التركي، والمشروع الإسرائيلي، والمشروع الإيراني، وكل منها ينظر إلى الشرق الأوسط باعتبارها ملعب يجب ان يكون له نفوذ فيه مع اختلاف الأدوات".
وأشار، إلى أن النظام الدولي ينظر إلى الشرق الأوسط باعتباره إما سوق أو فرصة أو مجال لتصفية حسابات مع أطراف أخرى، وبالتالي ملعب كبير، ولكن هذا الملعب الكبير لديه بعض المشكلات، مثل أنه جزء أساس من النظام الاقتصادي العالمي، وبالتالي فإن العالم من مصلحته أن يتمتع بحد أدنى الاستقرار والسيطرة على مصادر الأزمات.
وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إنه اكتسب خبرة كبيرة من خلال عمله في المركز وارتباطه بالعديد من الأعمال المختلفة مع مراكز البحوث سواء في مصر أو في العالم العربي أو حتى في الدول الاوروبية والولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف أبو طالب أن التعامل مع كل هذه الجهات منحني رؤية متعددة الأبعاد، وليست قاصرة على ما نحن نراه وإنما نراعي كيف ينظرون إلينا وكيف يريدون التأثير علينا، وبالتالي يكون لدينا هناك حالة من حالات التحدي في التفاعل بين رؤيتنا لأنفسنا ورؤية الآخرين لهذه النفس التي نؤمن بها".
وتابع: "على مدى السنوات الطويلة الماضية، تنقلت من ملف إلى آخر، مثل الملفات المصرية والعربية والقضية الفلسطينية والسياسات الخارجية وملفات النظريات الدولية الجديدة وتأثيراتها والصراع على قمة النظام الدولي، وهو ما يمنح الباحث رؤية مختلفة".
وأردف: "عندما أكتب أراعي الجمهور المستهدف، فأسلوبي في الجريدة يختلف تماما عن أسلوبي البحثي، وهو ما يجب أن يفهمه الباجحثون الجدد، إذ أن الكتابة في المجلات العلمية والأكاديمية تختلف تماما عن الكتابة في الجرائد السيّارة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة