هناك تساؤلات مطروحة، حول أسباب الحرائق فى أماكن ومبان مختلفة، ومناطق متفرقة، وهذه التساؤلات بعضها يبحث عن إجابة، والبعض الآخر لا يهتم بالإجابة، لكن الواقع أننا أمام ظاهرة تتكرر سنويا فى نفس التوقيتات، فى مناطق ومحافظات مختلفة، ولا تفرق بين محال أو دور عبادة أو مخازن، وهناك عدة علامات مهمة يفترض الالتفات إليها لمن يريد التعامل مع الأمر، بعيدًا عن التهويل أو التهوين.
ولو تمت مراجعة موسم الصيف سنويًا على مدى عقود، نكتشف تكرار الحرائق فى موسم ارتفاع الحرارة، من شهر يونيو إلى أغسطس وتقل فى الشهور الأخرى التى لا تشهد موجات حرارة، وعلى مدى العقود كانت أشهر الصيف موسمًا للحرائق خاصة فى القرى وأماكن تجمع المحاصيل الزراعية أو تخزينها بسبب سوء التهوية، الذى يؤدى إلى الاحتراق الذاتى.
ومن يتابع الأخبار فيما يتعلق بحرائق الاحتراق الذاتى، فى الغابات أو المخازن، حيث تشهد أوروبا حرائق متنوعة لأسباب ارتفاع الحرارة والاحتراق الذاتى فى الغابات، أو مجرد وجود حريق صغير يمسك بأشجار أو غابات ومحاصيل، وارتفاع الحرارة عمومًا يجعل من احتمالات نشوب حرائق أمرًا متوقعًا.
لكن خلال العقود الأخيرة كان الماس الكهربائى وراء نسبة كبيرة، واحد من كل خمسة حرائق، يقع بسبب الماس الكهربائى، أو سوء التوصيلات الكهربية، والباقى بسبب الإهمال، لترك أعقاب أو مواد قابلة للاحتراق من دون إجراءات الأمان.
الماس الكهربائى، سبب أساسى، ونظرة واحدة على لوحات وتوصيلات الكهرباء تكشف عشوائية التوصيلات وغياب الصيانة وإجراءات الأمان فى الكثير من الأماكن، ومع تزايد عدد الأجهزة تتضاعف أعداد «الفيش والأكباس» والتوصيلات العارية، وهو ما يفرض عملية صيانة وإجراءات ضرورية لتلافى الماس، ويتطلب التعامل مع متخصصين والابتعاد عن العمالة غير المدربة أو الدارسين لقواعد الأقطاب والتركيبات الكهربية.
يضاف لذلك إهمال كثيرين لإجراءات الأمن الصناعى فى المنازل والمحال، واعتبار حيازة أدوات إطفاء أو أنظمة إنذار تكاليف ضائعة، بينما يمكن أن تستخدم مرة واحدة بمثابة حماية لممتلكات غالية أو مكلفة.
اليوم تدخل الكهرباء فى كل شىء، المنازل والمحال والشوارع ودور العبادة والمصانع والمشروعات بكل أنواعها، والمؤسسات العامة والخاصة، وهو ما يفرض ضرورة حيازة أنظمة إنذار ومكافحة للحرائق بشكل مستمر.
طبعًا ربنا بيسلم، لكن الالتزام بقواعد الأمان، والصيانة هو نوع مهم، أغلب المنازل أو المحال تخلو من أدوات إنذار أو مكافحة الحريق، وهذا يتطلب، بجانب تطبيق القوانين والإجراءات، حملات توعية بأهمية الصيانة، وتركيب أنظمة للحريق لكونها رغم تكلفتها تحمى من أخطار تتجاوز عشرات المرات هذه التكاليف.
كل هذا جزء من إجابات عن تساؤلات حول تكرار الحرائق، وارتباط الكثير منها بالماس الذى يعود إلى سوء التركيبات أو عدم صيانتها ومعرفة تاريخ انتهاء العمر الافتراضى للأسلاك والكابلات وضرورة تغييرها، وهى أمور يمكن أن تكون موضوعًا لحملات توعية تمامًا مثل أنظمة التأمين المعمول بها فى دول كثيرة.
ومن دون تهوين أو تهويل، نحن أمام وقائع واضحة، تتطلب الوعى، بأهمية الصيانة، ومراجعة إجراءات السلامة، والأمان باعتبارها وقاية واجبة، ولا مانع من الرجوع للخبراء ليقدموا للناس كيفية التعامل مع هذه الإجراءات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة