يعتقد البعض أن دور وزارة الداخلية يقتصر على مواجهة الجريمة وخلق أجواء آمنة للمواطنين، ولكن في حقيقة الأمر، فإن دورها يتخطى ذلك وصولا للأمن الإنساني ورسم البسمة على وجوه المواطنين، لا سيما البسطاء منهم.
ومع اقتراب موسم الدراسة، يكون العبء النفسي على بعض المواطنين، شراء مستلزمات المدارس، ومن ثم حرصت وزارة الداخلية على تخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين، في إطار توجيهات القيادة السياسية لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لدعم منظومة الحماية الاجتماعية للمواطنين، واستمراراً لثوابت استراتيجية وزارة الداخلية في تكريس الدور المجتمعي لمنظومة العمل الأمني، من خلال المساهمة في رفع العبء عن كاهل المواطنين، وذلك بالتنسيق مع كبرى الشركات والموردين وأصحاب السلاسل التجارية الكبرى لتوفير السلع المختلفة بأسعار مخفضة عن مثيلاتها بالأسواق.
ومن هنا جاءت المرحلة الثالثة والعشرين من مبادرة "كلنا واحد" تحت رعاية رئيس الجمهورية بداية من سبتمبر ولمدة شهر، لتوفير كافة المتطلبات المدرسية "أدوات مدرسية، وزى دراسي، وأحذية"، بأسعار مخفضة عن مثيلاتها بالأسواق بنسبة تصل إلى 30%، مع الاستمرار في توفير كافة السلع الغذائية وغير الغذائية بأسعار مخفضة عن مثيلاتها بالأسواق بنسبة تصل إلى 60 %، وذلك بالتنسيق مع مختلف قطاعات الوزارة ومديريات الأمن على مستوى الجمهورية، حيث تتوافر السلع بجودة عالية وأسعار مخفضة.
الأمر لم يقتصر على القاهرة الكبرى فقط، وإنما تم التنسيق مع كبرى الشركات والسلاسل التجارية للمشاركة في المبادرة ، لتوفير كافة المتطلبات المدرسية من خلال "814 منفذ – 6 معرض رئيسي – 17 معرض فرعى" بمختلف محافظات الجمهورية، وذلك بالتنسيق مع الإدارة العامة لشرطة التموين والتجارة والموردين من أصحاب الشركات التجارية المتخصصة في مجال المستلزمات والأدوات المدرسية للمشاركة في المبادرة، وتم التنسيق مع مديريات الأمن على مستوى الجمهورية بإقامة شوادر ومعارض لتوفير المتطلبات المدرسية بأسعار مخفضة عن مثيلاتها بالأسواق، تنسيقاً ومنتجي ومصنعي الزى المدرسي وأصحاب المكتبات الكبرى وعرضها للبيع من خلال "سيارات متحركة - منافذ ثابتة – معارض" تحت إشراف وتأمين من أجهزة المديرية.
الرائع في الأمر، تجهيز وزارة الداخلية 32 ألف حقيبة مدرسية بداخلها المستلزمات والأدوات المدرسية لإهدائها لطلبة المدارس بـ "المناطق الأكثر احتياجا والأولى بالرعاية" على مستوى الجمهورية بالتنسيق مع قطاعات الوزارة ومختلف مديريات الأمن.
هذه الجهود الرامية لإسعاد المصريين ورسم البسمة على وجوههم تستحق الإشادة والتقدير والدعم، لتثبت الداخلية، أن شعار "كلنا واحد" يتحقق على أرض الواقع.