"الفركة" هى حرفة قناوية اشتهرت بها مدينة نقادة الجنوبية، وكانت تصدر قديما إلى السودان وبلدان أوروبية ومن الصناعات التى تعود جذورها إلى عصر الفراعنة، ففهى عهد قديم كان يعمل بها الأسر النقادية فى المنازل وتعتمد فى صناعتها على النول اليدوى الفرعونى الذى يقام على الأرض، وكذلك دخل فى صناعتها النول الحديث الذى يعلو ارتفاعه عن الأرض ويمكن فكه وتركيبه بسهولة عكس النول الفرعونى القديم الذى يحتاج إلى مكان واحد دون تحريكه.
وعلى مدار سنوات عديدة، لم يتخل الصناع عن تلك الحرفة التراثية التى يقبل على شرائها السائحون من دول العالم لحبهم فى الصناعات اليدوية والألوان والأشكال التى تتكون منها الفركة أو صناعة الشال، وتصنع من خيوط الحرير أو الكتان والفبران بحسب طلب الزبائن أو اختلافها صيفا وشتاء، وابتكر الصانعون أشكال جديدة للشال اليدوى منها رسومات الأهرامات ورسومات الشواطئ وأشهر الأماكن التاريخية، كما طورها البعض لصناعة ملابس منها بأشكال مختلفة.
أطلق عليها العاملون فى المجال مهنة الستر لأنها توفر العمالة فى المنازل دون أن يراهم أحد وتعمل فيها السيدات والرجال وتوفر لهم مصدر رزق يومى بعد الانتهاء من صناعة قطع الشيلان وبيعها للتجار، كما تخصصت فى صناعة الفركة جمعيات ومراكز منها مركز الفركة والسجاد اليدوى والتى بدأت فى تشغيل عدد من الفتيات بتلك الجمعيات وتوفير وظيفة عمل لهم، وقالوا قديما " المهنة تستر ولا تغني"، وكانت الزى الرسمى للمرأة الأفريقية، كما استخدمت فى العصور الفرعونية لتصنيع أكفان الموتى وملابس الكهنة، واكتشف ذلك أثناء التنقيب الأثرى عام 1907 عندما وجد حجرة أعدت لنسج الخيوط بنول الحفرة.
وقال العم حمزة سيد، إن عددًا كبيرًا من الحرفيين تعلم الفركة فى وقت سابق فهو بدأ تعلم الحرفة والعمل على النول فى الصف الرابع الابتدائى منذ 50 عاما ولكن فى الوقت الحالى تقلص العدد ليصل إلى العشرات فقط ويعتمد الصناع على النول الذى لم يختلف كثيرًا على النول الفرعونى الذى توارثه الأجيال ولكن دخل التطوير عليه فى كل فترة زمنية ليواكب التطور والحداثة، ويمكن نقل وفكه وتركيبه بسهولة بعكس النول الفرعونى الذى يحتاج إلى مكان ثابت.
وأوضح حمزة، أن تعدد الأشكال يحتاج إلى مهارة من الصانع والنظر والتعلم، فيمكن لصانع أن يتعلم عشرات الأشكال ويطبقها على النول اليدوى رغم صعوبتها، لافتًا إلى أنه أنجز أكثر من 150 شكلا من رسومات النول اليدوى وينفذ ما يطلب منه من رسومات بمهارة وذلك للخبرة التى اكتسبها على مدار السنوات الماضية.
قال العم أحمد سلميان، من أقدم الحرفيين فى قنا، أن هناك عددا من الأدوات تستخدم فى صناعة قطعة الفركة، منها القطعة الأهم وهو النول الخشبى الذى يصنع من الخشب والمكوك، ويركب بطريقة تجعله قابلة للفك والتركيب، بالإضافة إلى استخدام خامات القطن المصرى والكتان والصوف والحرير الذى يعد الخامة الأغلى من بين تلك الخامات المستخدمة فى انتاج قطعة من الفركة، كما أن أكثر المنتجات التى تلقى رواجا بين الزبائن هى منتجان الفبران التى يقبل السائحين على شرائها مع الصوف فى وقت الشتاء لبرودة الجو، وكذلك يطلب الكتان فى وقت الصيف بمصر لخامته الخفيفة.
وأشار حازم توفيق، مدير مركز الفركة بنقادة، إلى أن الفركة من الصناعات اليدوية القديمة التى تعود جذورها إلى عصر الفراعنة واشتهرت بها مدينة نقادة جنوب محافظة قنا منذ مئات السنين، وكان يعمل بها الأسر النقادية فى المنازل وتصدر إلى السودان وبعض الدول الأفريقية ودول أوروبا وتعتمد فى صناعتها على النول اليدوى الفرعونى الذى يقام على الأرض، وكذلك دخل فى صناعتها النول الحديث الذى يعلو عن الأرض.
العم-أحمد-سليمان
النول-الفرعوني
انتاج-الفركة
حازم-توفيق-مدير-مركز-الفركة
خبوط-أثناء-الإعداد
خيوط-الفركة-المختلفة
سيدة-تعمل-في-الفركة
شال-الفركة
صانع-علي-النول-اليدوي
صانع-فركة
قطع-من-الفركة